في مثل هذا اليوم من عام 1990 اندفع عشرات الآلاف من المتظاهرين الديمقراطيين إلى شوارع العاصمة الرومانية بوخارست احتجاجاً على حكومة أيون إيلسكو المؤقتة.
وكانت هذه المظاهرة هي الأكبر من نوعها في العاصمة منذ انتهاء الثورة التي أدت إلى سقوط الديكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوشيسكو وإعدامه. هذا وقد تجمع المتظاهرون في ميدان «فيكتوري» مقر قيادة حزب جبهة الخلاص القومي التابعة للسيد إيلسكو، ونادى المتظاهرون باستقالة إيلسكو وإقصاء جميع الشيوعيين السابقين من الحزب. وادعى المتظاهرون أن الرئيس المؤقت يحرم الأحزاب المعارضة من فرصة الوقوف على قدم المساواة مع الحزب الحاكم في الانتخابات الحرة المزمع عقدها قريباً. وظهر السيد إليسكون بنفسه من شُرفة تطل على الميدان ووعد بمواصلة المحادثات مع الأحزاب المعارضة.وقال أيون ريتيو، قائد حزب معارضة الفلاحين القومي، في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية: «نحن على مشارف انتهاء عصر الديكتاتورية الذي دام لفترة 45 عاماً ونأمل أن يكون بوسعنا التقدم نحو الديمقراطية وهذا بالضبط سبب تضحية الشباب بأرواحهم، بيد أن هذه المظاهرات تبدو بالنسبة لي كما لو كان هناك محاولة جديدة لتولي السلطة من الشعب.».
هذا وقد عقد راشيو المزيد من المحادثاث مع السيد إليسكو آواخر هذا الأسبوع، وقال راشيو ان التعتيم الإعلامي على المعارضة يعني أنه ليس هناك أمل كبير في إجراء انتخابات عادلة. وجدير بالذكر أن المظاهرات بدأت في منتصف شهر ديسمبر باحتجاج في مدينة تيميسوارا بسبب ترحيل القس المجري لاسزلو توكس الذي انتقد شاوشيسكو في خطاب له.
وبدأ الاحتجاج صغيراً جداً وسرعان ما تحول إلى شغب ومظاهرات حاشدة ضد الحكومة.
وقد تم إطلاق النار على العديد من المتظاهرين عند حضور رجال الشرطة لاستعادة النظام. بيد أن المظاهرات استمرت وتم القبض على شاوشيسكو وزوجته وهما يحاولان الفرارمن البلاد وتمت محاكمتهما وتنفيذ حكم الإعدام ضدهما في يوم عيد الميلاد.
|