* واشنطن - من نيالا بودهو رويترز:
يتطلع المسلمون الامريكيون الى توسيع دائرة نفوذهم السياسي من خلال حملة لتسجيل انفسهم في قوائم الناخبين، وهي محاولة قد تمر بأول اختبار يوم غد السبت في ولاية ميشيجان، حيث يوجد اكبر تجمع للعرب والمسلمين خارج الشرق الاوسط وآسيا.
وسجل آلاف المسلمين الامريكيين انفسهم في شتى انحاء الولايات المتحدة قبل انتخابات الرئاسة وهي المرة الاولى التي ينظم فيها المسلمون البالغ عددهم قرابة سبعة ملايين أنفسهم بهذه الصورة.
وقالت شاذية شوجاتي (34 عاما) لرويترز وهي تسجل نفسها اثناء احتفال بعيد الاضحى في واشنطن: (نحن مسلمون ويجب ان يسمع صوتنا).
واضافت: (انا امريكية ومواطنة) مضيفة انها تعتقد ان (كل شيء لا يسير على ما يرام هنا يلقي باللوم فيه على المسلمين).
ووفقا لمجلس العلاقات الامريكية الاسلامية الذي يساعد في قيادة الحملة سجل اكثر من ثلاثة آلاف ناخب جديد اسمه مطلع هذا الاسبوع في 13 ولاية وفي واشنطن العاصمة.
وقال حسن منصوري منسق الشؤون الحكومية بالمجلس ان هناك كثيرين آخرين يتعين تسجيل اسمائهم واحصائهم.
وهناك خطط لمزيد من حملات تسجيل الناخبين خلال الاسابيع المقبلة.
وفي ميشيجان التي ستختار غداً السبت مندوبين لمؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الامريكية قال الفرع المحلي للمجلس ان الاهتمام بالمشاركة كان كبيرا.
وقالت سيلينا الخطيب وهي مسؤولة محلية في المجلس (في هذه المرحلة يبدو ان الناس لديها حقاً الدافع والرغبة) في حشد صفوفها.
وقالت في اتصال هاتفي (في المساجد يسألني الناس.. كيف يمكنني ان ادلي بصوتي في هذا المؤتمر الحزبي.. ماذا افعل؟).
(واضافت) ان ذلك يعطيني شعورا بالتفاؤل بانهم متحمسون حقا لمشاركتهم السياسية ولانهم يمكن ان يحدثوا فرقا).
ويقول نشطاء وباحثون ان التأكيد الجديد على السياسة الانتخابية بين صفوف المسلمين الامريكيين الذين كانوا ينزعون الى العزلة ينبع بصورة طبيعية من التنظيم المتزايد لمواجهة ما ينظر اليه كثيرون على انه تمييز وتحيز متزايد في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي يلقى باللوم فيها على تنظيم القاعدة.
وتنظم الآن جماعات مثل جماعة المسلمين الامريكيين للحقوق المدنية والانتخابات ومجلس العلاقات الامريكية الاسلامية حملات غير حزبية لتسجيل الناخبين في كل انحاء البلاد وعبر موقع على الانترنت.
وفي عام 2000 ايد قادة المسلمين الى حد كبير جورج بوش لكن سلسلة من استطلاعات الرأي تشير الى تزايد الغضب بشأن سياسات واشنطن في الشرق الاوسط التي تنحاز لاسرائيل بدرجة كبيرة واجراءات الامن الداخلي الجديدة التي يشعرون انها تختصهم بالمضايقات والاستجوابات.
وقال زاهد بخاري وهو خبير في شؤون المسلمين الامريكيين ان الموجة الحالية من النشاط السياسي تتجاوز اي شيء حدث قبلا.
وقال بخاري (11 سبتمبر عجل بالعملية.. ليس العملية السياسية فحسب.. بل ايضا المشاركة في قضايا المجتمع).
ويقدر مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية ان هناك سبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة لكن الخبراء يقولون انه لا يمكن النظر اليهم على انهم كتلة انتخابية.
وقال بخاري مشيرا الى دراسة للاتجاهات السياسية للمسلمين اجريت في عام 2001 (الولايات المتحدة ليس لديها اكثر تنوع طائفي في العالم فحسب بل ايضا اكثر طوائف المسلمين تنوعا).
واظهرت تلك الدراسة ان ثلث المسلمين الامريكيين ولدوا في الولايات المتحدة الا ان المسلمين الامريكيين ينتمون اساسا الى 79 دولة اخرى.
ووصف 40 في المئة من الذين شملهم استطلاع للرأي انفسهم بانهم ديمقراطيون و23 في المئة بانهم جمهوريون و28 في المئة بانهم مستقلون.
وقام المعهد العربي الامريكي الذي يضم اعضاء مسيحيين ومسلمين للمرة الاولى بتنظيم مجالس قيادة على مستوى الولايات في ولايات رئيسية مثل ميشيجان وكاليفورنيا وفلوريدا ونيوجيرزي.
| 
