Friday 6th February,200411453العددالجمعة 15 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عدد من العلماء ووزراء الشؤون الإسلامية لـ «الجزيرة »: عدد من العلماء ووزراء الشؤون الإسلامية لـ «الجزيرة »:
تجديد الخطاب الديني ضرورة لمواجهة تحديات العصر ومستجداته

اتفق عدد من العلماء ووزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية وقيادات المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي على ضرورة تجديد الخطاب الإسلامي على أسس من الوعي الرصين بالعفة ومقاصد الشريعة وكلياتها وقواعدها.. بما يجعل هذا الخطاب قادراً على استشراف المستقبل، واستيعاب المستجدات والمشكلات التي جاءت بها العصورالمتلاحقة. وبما يراعي ظروف الأمة وأولوياتها..
وحدد الوزراء والقيادات الإسلامية في استطلاع اجرته (الجزيرة) ملامح وضوابط تجديد الخطاب الديني ومبررات هذا التجديد، وأدلته. ومسؤولية العلماء والدعاة في هذ الصدد.. من خلال الفهم الكلي الشامل لمقاصد الشريعة، ونبذ الفكر التجزيئي الذي طالما شغل المسلمين بقضايا فرعية على حساب القضايا الكبرى.
في البداية قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: إننا نتطلع بالفعل في أعمال وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية، وأعمال درو الفتوى والمجالس والجمعيات الإسلامية إلى أفق جديد رحب نجدد فيه الخطاب الديني في أطره ووسائله وأولوياته، ونسعى فيه للإصلاح الشامل للمنطق والعقل والتفكير ، ونروم فيه وضع أسس الوعي الإسلامي الرصين بالفقه في الشريعة الإسلامية بالنظر إلى مقاصدها وكلياتها وقواعدها.
واضاف معاليه: فمن ينظر إلى واقع الخطاب الإسلامي اليوم بجده محتاجاً إلى استشراف المستقبل والخروج من أزمة الواقع بإحياء فقه الأولويات، وفقه القوة والضعف، وفقه السياسة الشرعية في التعامل والحركة، ولقد حثنا القرآن على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، قال الله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن)، وقال سبحانه وتعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)، وقال جل وعلا: ( وقولوا للناس حسناً)، فالإسلام يشرع مخالطة الناس، والتعامل معهم أيا كانت اتجاهاتهم على أساس القول الحسن، والفعل الجميل ما لم يظلموا أو يعتدوا.
مقومات التجديد
من جانبه شدد سماحة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر على ضرورة تجديد الخطاب الديني باعتباره سنة كونية وليس أمرا جديداً، مؤكدا ان التجديد لا يعني هدم الثوابت، أو المساس بأصول العقيدة، فالتجديد إنما يكون لمواكبة العصر المتطور لذا فيجب على الدعاة أن يهتموا في خطابهم الديني بالموضوعات المزدوجة بالمستجدات والتي تشغل أذهان الناس.
وقال شيخ الأزهر: إن تجديد الخطاب الديني هو سنة من سنن الحياة، فهو أهم سمات الدين الإسلامي، وسبب من أسباب صلاحيته لكل زمان ومكان، وأن مقومات تجديد الخطاب الديني تتمثل في: أولا: لابد أن يكون الخطاب الديني نابعاً من كتاب الله عز وجل، ثانياً أن يكون هذا الخطاب قائما ومستمداً من السنة النبوية المطهرة، فالسنة شارحة ومفسرة لما جاء في القرآن الكريم، فالسنة والقرآن كلاهما من عند الله، إلا أن القرآن من عند الله بلفظه ومعناه، أما السنة فهي من عند الله بمعناها، أما ألفاظها بإلهام من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثالثا: أن يكون الخطاب الديني مواكبا للأحداث وهذا هو الذي يعبر عنه بالتجديد فيقوم الدعاة بمخاطبة الناس وحل مشكلاتهم وذلك عن طريق وعي الدعاة بالمتغيرات والأحداث التي يمر بها المجتمع وهذا يتحقق بأن يجدد الداعية المسلم المعلومات والأفكار، وأن ينوع الموعظة، وأن يعمل على إصلاح الفرد، لأن إصلاح الفرد فيه إصلاح للمجتمع، والإسلام دين عالج كل الأشياء فتراه يتحدث عن البيئة وكذا علاقة المسلمين بغير المسلمين، وتنظيم الاستهلاك في المياه والطاقة، رابعاً: أن يكون الخطاب الديني قائما على الصدق بعيدا عن الشبهات، خامساً: من مقومات الخطاب الديني التوسط والاعتدال والتواضع حتى يكون له أثره في النفوس.
استغلال التقنية
ويتفق معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي الدكتور عبدالله معتوق مع الرأي القائل بإعادة النظر في الخطاب الديني وترتيبات البيت من الداخل في العالم الإسلامي للحد من الفكر المتطرف والغلو في الدين.
وقال الدكتور عبدالله معتوق المعتوق: إن الخطاب الديني يجب أن يتناسب مع الواقع، لأن الفتوى تتغير في كل مكان وفي كل زمان، وأن هذا الخطاب يجب أن يتلاءم مع المتغيرات الحاصلة في العالم خصوصا في عصر التقنية والمعلومات، وشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، والعولمة بحيث يصبح غير تقليدي، داعياً إلى استغلال هذه التقنية، لتوصيل الدعوة، وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.
تغيير العقلية الإسلامية
أما معالي وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الدكتور محمود حمدي زقزوق فيقول أن تجديد الخطاب الديني في الواقع ليس أمراً جديداً على المسلمين، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها) لأننا إذا كنا نريد أن نفهم ديننا فهماً صحيحاً فلابد للتجديد من أن يستمر ولنا مثال في الإمام الشافعي الذي كان في بغداد وحينما انتقل إلى مصر بدأ يجدد فتاواه وآراءه، لأنه وجد أعرافاً وظروفاً وأنماطاً مختلفة، لذلك يقال اليوم عن فتاويه وآرائه هذه من مذهبه في القديم أو الجديد، والإمام السيوطي أيضاً له كتاب عن المجددين في الإسلام والشيخ أمين الخوري، وعبدالمتعال الصعيدي، وغيرهم العشرات يقومون بالتجديد منذ مئات السنين، فالتجديد ليس أمراً جديداً ولا بدعة حتى يقال بأنه بدعة.
وأضاف الدكتور زقزوق أن التجديد أمر ضروري في كل شيء وتجديد الخطاب الديني بات أمرا ضروريا لأن تجديد فهم المسلمين للدين في ظل ظروف هذا العصر أمر محمود، وأن التجديد في الخطاب الديني ليس معناه تغيير الثوابت، فالتغيير والتجديد لا يكون إلا في المتغيرات لأن لكل عصر ظروفه ومستجداته، ولابد أن يبذل العلماء والدعاة جهدا متواصلاً للتوعية بحقائق الإسلام الصحيح للخروج بأمتهم من مأزق التخلف.
مؤكداً أن تجديد الخطاب الديني لن يثمر إلا بتغيير العقلية الإسلامية، لتعود مرة أخرى إلى مفاتيح الحضارة التي جاء بها الوحي، ولابد أن يلتفت المسلمون إلى السؤال لماذا بدا القرآن الكريم (اقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق)و النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب؟ إنه تعليم للأمة، حتى يظل ذلك حاضراً في ذهن كل مسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يفرج عن الأسير إذا علم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة، لأنه يعلم تماماً مدى أهمية العلم في حياة كل مجتمع.
لذا لابد من تغيير العقلية السائدة والعودة للفهم الكلي للإسلام، فنحن ندرك إدراكاً وافياً مقصد الشريعة الإسلامية بل نتحدث كثيراً عن هذه المقاصد وعن أهداف الإسلام وغيرها لكننا في النهاية نجزئ الإسلام ويسود الفكر التجزيئي للشريعة الإسلامية التي لو فهمنا مقاصدها فسنجد أن كل أصول حقوق الإنسان التي ينادي بها العصر الحديث في مقاصد الشريعة الإسلامية.
تصحيح صورة الإسلام
من جانبه أبان معالي وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا الدكتور عقيل حسن المنور أن تجديد الخطاب الديني أمر لابد منه، مؤكداً أنه يبدأ بأن نغرس في نفوس المسلمين الاستعداد لإقامة الحوار المنفتح مع الطرف الآخر، لنعطي التصور العام لحقيقة الإسلام الذي هو دين الرحمة والتسامح والتعاون والمجادلة بالحسنى، وأنه ليس دين الحجر على الحريات والقتل والإرهاب، كما يحاول البعض أن يصوره للشعب الغربي وللعالم ككل.
وشدد معالي الدكتور عقيل حسن المنور على أنه لابد من تجديد الخطاب الديني على أسس إسلامية صحيحة وأصيلة تعكس صورة الإسلام الحقيقية عالمياً، ليعلم العالم بأسره حقيقة هذا الدين الحنيف الذي ارتضاه المولى - تعالى - لنا وخاصة في عصرنا هذا الذي نتعرض فيه لحملات تشويه وتضليل خطيرة، وقال معاليه: إنه علينا أن نعمل بجهد لكي لا ترسخ هذه الاتهامات في أذهان الناس وكأنها حقيقة الإسلام، بينما الإسلام بريء منها تماماً.
التفاعل مع المنجزات
ويطالب الدكتور عصام البشير وزير الأوقاف والإرشاد السوداني بضرورة الاتفاق على رؤية توحد الخطاب الإسلامي ازاء القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية، بعيداً عن أصحاب الاتجاه الانتحاري الذي يريد أن يدخل الأمة في معركة تبيد أولها وآخرها أو اتباع الاتجاه الانبهاري الذي ينبهر بكل ما عليه الغرب، كذلك اتباع الاتجاه الانكفائي الاجتراري الذي يعيش على ماضي الأمة وتاريخها ويغفل الحاضر ويضيف د. البشير لدينا أيضا الاتجاه الاشتجاري الذي يدخل من معركة إلى معركة أخرى كأنه ليس بينه وبين الآخرين قواسم مشتركة، في حين أن الإسلام يدعو إلى منهج الوسطية والاعتدال الذي يقبل الخير من أي وعاء خرج ونحاول أن نوظف ونعطي بعدنا وقيمنا الايمانية لما يأتي من الغرب حتى يحدث التميز الذي لا يخل بواجب الإنسان في هذا العصر.
وأعاد الوزير السوداني تأكيده على أن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية بعضها نابع من داخلها والبعض الآخر يأتيها من الخارج، معرباً عن اعتقاده في أن التحدي هو كيف يحسن المسلمون التفاعل مع منجزات هذا العصر ومع التعدديات الحضارية، ليس بمبدأ الرفض القاطع أو القبول الكامل، وإنما نفيد منه كما أفاد المسلمون من قبل من تراث الحضارات الأخرى في نظام البريد وتدوين الدواوين، وكما افاد الغربيون من تراث المسلمين وعلومهم في الاندلس وهذه العملية، عملية التفاعل بين الحضارات هي القصد الذي ينبغي أن يفكر فيه علماء المسلمين ومفكروهم.
الفشل ليس في الخطاب!!
ويرى معاون وزارة الأوقاف السورية الدكتور عبدالرزاق المؤنس: أن الخطاب الإسلامي بطبيعته خطاب كامل فيه الجمال والحسن والحجة والبرهان والتناسب مع خلق الله روحياً وعقلياً من حيث التكريم البشري الذي يحتاج إلى أن يتزيا بهذا الزي المنهجي المطلوب بحسن سلوكه وخلقه يسره في تعامله بين البشر جميعاً دون تفضيل إلا بمعيار الإيجابية والعطاء.
وحقيقة الإشكالات التي حصلت كانت ليس في الخطاب بل فيمن يقوم عليه ممن لم يتهيأتماما لحمل هذه الرسالة العالمية التي تتفق مع الحاجات البشرية في كل زمان ومكان. فمن يحمل هذا الخطاب ينبغي أن يكون على مستوى الكمال الذي عليه هذا الخطاب المتكامل.
وفي الفترة الماضية كان كثير من هؤلاء ليسوا على المستوى المطلوب.
وأضاف الدكتور المؤنس أن الفشل ليس في الخطاب الديني، بل في القائمين عليه والحاملين له، مبيناً أنه ينقص هؤلاء أن يتربوا على أيدي علماء أمناء على الأمة وعلى الحمل الصحيح لهذا الخطاب، ليكونوا قدوة حسنة لمن حولهم، من حيث صدق اتباعهم واقتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم، ولو توفر في حامل هذا الخطاب الإخلاص وحب الرسالة والعناية النفسية والروحية لنجح الخطاب. مشدداً على أنه يجب على القائم بالخطاب أن يتحلى بهذا الخطاب قولاً وفعلاً، وأن يتفهمه تماماً، ومشكلة من يتعاملون مع الخطاب الديني الآن هي الثقافة السطحية، وثقافة الكلام فقط دون الممارسة الفعلية لما يقولون ويتعلمون ولهذا يأتي خطابهم غير مؤثر وغير ناجح.
واستطرد فضيلته قائلاً: فعلاً هناك حيرة وضياع عند الكثير من المسلمين تجاه أي خطاب ينتقون، لكثرة الضبابيات المختلفة التي تتحدث باسم الإسلام، فكل خطاب يدعي أنه هو الأصل، لذلك يجب على من يحمل هذا الخطاب أن يبتدئ بالتعمق بمفاهيم القرآن والسنة النبوية والأحاديث الشريفة، وكيفية معاملته لمن حوله من المسلمين وغير المسلمين، وكيف كان يعامل أعداءه وعليهم اتباع خطابه صلى الله عليه وسلم لأنه هو النبع الأساس لكل من يريد التخلص من الحيرة التي وقعوا فيها جراء كثرة الخطابات المطروحة على الساحة.
ودعا معاون وزارة الأوقاف السورية المسلمين للتمسك بدينهم والاعتزاز به، وأن يكونوا قدوة للعاملين، قال: أولى لنا أن نخاطب الناس بالقول اللين والمقنع، وأن نتمثل ما نقول لنكون أشخاصاً مقنعين ويجب ألا يعيش هذا الخطاب في أجواء محرابية فقط، فالدين يكون في المصنع، والمدرسة، وفي السياسة والاقتصاد، وفي كل مكان، وفي التوسع الكوني، وهذا الخطاب الجديد يجب أن يشارك في تقدم ونهوض الأمة، وأن يشارك في كل مواقع الحياة، والوجود، والعلم، والعمل، والتقنية، والابتكار، حتى يكون خطابنا الجديد مقنعا ومنفتحاومشاركا في بناء الأمة، وحتى نصبح مصدر إشراق على العالم، لأن ديننا هو الرحمة المطلقة للعالمين.
بلورة خطاب جديد
ويؤيد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك الدكتور عبدالناصر أبو البصل أن الخطاب الإسلامي الحالي في حاجة فعلية إلى تطوير الأساليب والأطر، ليكون في متناول الناس جميعاً من حيث الأسس التي ينبغي أن تقدم للناس، ومن حيث الطرق العلمية الحديثة للتواصل مع الآخرين.
وقال: إن وسائلنا الإعلامية والدعوية المعاصرة تحتاج إلى تنشيط وتطوير وتحديث حتى تواكب المتغيرات العالمية التي حدثت في الكثير من المجالات المعاصرة، كما ينبغي أن يعنى المسلمون من خلال مؤسساتهم الجامعية والدعوية بإعداد أجيال جديدة من الدعاة القادرين على تقديم الإسلام السمح من خلال كلمة طيبة، أو محاضرة واضحة، أو خطبة عصرية متأنية بلغة سليمة، وبأفكار متسلسلة.
وكشف عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك عن وجود أزمة في الخطاب الإسلامي المعاصر، الأمر الذي يفرض ضرورة التعاون لإعادة النظر في البرامج والمناهج الدراسية، وكذلك في برامج الإعلام والثقافة، حتى تتكامل الجهود في سبيل مواجهة تحديات العصر رغم صعوبة التنفيذ، مشدداً على ضرورة بلورة خطاب جديد والتعاون في الوفاء به بين مؤسسات الدعوة والإعلام والتعليم، إضافة إلى تهيئة كوادر إعلامية مؤهلة تجمع بين الثقافة الإسلامية الصحيحة وأدوات العصر، ووسائله العلمية.
وقال الدكتور عبدالناصر أبو البصل: إننا بحاجة شديدة إلى إعادة النظر في مناهج الدعاة الجدد، فمثلا ينبغي عدم قبول غير الأكفاء والمتميزين في كليات الدعوة والشريعة وأصول الدين ومختلف الكليات التي تعد الدعاة للمجتمع، فليس أعظم وأفضل من الدعوة إلى الله تعالى... قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، ويقول تعالى أيضاً: ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved