معالي وزير التربية والتعليم
الدكتور محمد الأحمد الرشيد وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
لا يخفى على معاليكم أن العملية التعليمية والتربوية مهنة شاقة، وتحتاج إلى مواصفات خاصة، ومناشط متنوعة صفية وغير صفية، تكون دعامة لما يتلقاه الطالب في المواد المنهجية، والجمعيات في المدارس تقوم بشيء من العمل النافع، إلا أن الملاحظ أن نشاط أي جمعية مرتبط بشخصية الأستاذ المشرف عليها، ويتأثر بها سلباً وإيجاباً، بما يوحي إلى المتأمل أن نشاط الجمعيات لا يسير وفق نظام أو تعليمات واضحة، ويشعر المتابع بضعف المتابعة من إدارات النشاط لهذه الجمعيات، مما جعل العمل فيها يتسم بالفردية والارتجالية أحياناً، مع الأخذ في الاعتبار وجود مناشط رائعة، وأعمال ناضجة لعدد من هذه الجمعيات.
وقد نتج عن عدم وجود نظام موحد للجمعيات يعمل به، ضعف الانضباطية في كثير من هذه الجمعيات، وظهور كثير من السلبيات والمآخذ، أدت إلى تعرضها لهجوم عنيف وانتقاد حاد وتشكيك في القائمين عليها - وهم متبرعون مجتهدون - وإن كان في بعض جوانبه غير مقبول، والغريب حقاً أننا لم نسمع ولم نر للوزارة أي رد أو دفاع أو توضيحات، وكأنها قد سحبت مظلتها من فوق رؤوس هذه الجمعيات، وتركتها ومنسوبيها يتلقون سياط النقد برؤوس حاسرة، مع أنهم جزء من هذه الوزارة، وهي التي أمرت بقيام هذه الجمعيات.
ونحن ندرك الآن ان بعض هذه الجمعيات تقوم بأعمال نافعة، وتؤدي رسالة تربوية جديرة بالتقدير.
فهل تقوم الوزارة - مشكورة - بإعداد نظام أو تعليمات محددة تضبط مسار عمل هذه الجمعيات، وتحدد بدقة مسؤوليات القائمين عليها، ومناشطها، وأوقات ممارسة نشاطها، وما إلى ذلك من الأمور التي تعين على الارتقاء بهذه الجمعيات، وتدفع عنها سهام الانتقادات..
والله من وراء القصد.
ابن الوطن | 
