Friday 6th February,200411453العددالجمعة 15 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في معنى العيد في معنى العيد

كلما حل العيد جدد حلوله كثيرا من الذكريات الجميلة التي عمرت بها ايام الصبا والشباب تلك الأيام التي كان للعيد فيها طعم ومذاق غير ما نطعمه اليوم فالفرق شاسع بين عيد الأمس وفرحة عيد اليوم.. ولكم أبدع الشعراء في ذكر العيد ولعل أبا الطيب المتنبي أحرق أوراق المتفائلين بالمناسبات الطيبة بقوله:


عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضىأم لامر فيك تجديد

وأصبحت قصيدته يرددها الكثيرون في كل مناسبة وخاصة المتشائمين. إن العيد وقت تجديد وفرحة واستذكار وفي بلادنا له نكهة عذبة ومذاق خاص وبشر وابتهاج في التهاني والزيارات والأكلات الشهية والرحلات فالعيد كلمة حلوة الجرس يخف نطقها على اللسان ويحسن وقعها في الأذن. فهي كلمة جميلة تنشرح لها النفوس وتهش لها القلوب لأنها تحمل معاني جميلة منها السعادة والمسرة والهناء والفرحة وكلمة العيد وردت في القرآن الكريم حيث قال تعالى: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ} وهذه دعوة للمسيح عليه السلام.. والعيد سمي به لأنه يعود كل سنة فيفرح به، وقال يزيد بن الحكم:


أمسى بأسماء هذا القلب معمودا
إذا اقول صحا يعتاده عيدا

وقال تأبط شرا:


يا عيد مالك من شوق وايراق
ومر طيف على الاهواء طراق

ويروى عن العجاج قوله يصف ثورا وحشيا:


واعتاد أرباضا لها أرى
كما يعود العيد نصراني

ويقول الحجي:


يا عيد وافيت والاشجان مرخية
سدولها ونعيم الروح مفقود

ويقول الزميل الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين من قصيدة له طويلة:


ماذا عن الأمس حدث أيها العيد
حدث فصمتك يخشاه المعاميد
يا عيد كم من أحاديث مزخرفة
طويتها وهي في سمعي زغاريد
يا عيد قد أرهقتني الذكريات فهل
لديك ما ينفض الارهاق يا عيد

وما اكثر ما قيل في العيد وما حفلت به مرآة الشعر قديما وحديثا.. حقا إن العيد فرحة بل وأجمل فرحة وهو مناسبة اجتماعية للمودة والمحبة والتراحم والتعاطف وتأكيد مبدأ التكافل الاسلامي - إن العيد مظهر وعنوان لتماسك الأمة ووحدتها وقوتها، وللعيد في الإسلام معان ودلالات تتجاوز المظاهر الشكلية فهو تجسيد حي وتعبير صادق عن حالة الأمة وآمالها وطموحاتها وتطلعاتها فلنستخلص منه العبر والأهداف والعظات وما حفل به من تاريخ وأمجاد واستعادة تلك الذكريات التاريخية وما فيها من مواطن العزة والمنعة والقوة..
إن العيد تجديد للحياة وامتحان للنفس واختبار للأمة وما حققته من إنجازات - وليظل الامل متجددا - إن للعيد معانيه وجمالياته ودلالاته الانسانية والمعنوية والحسية مع العناية بمساعدة ذوي الحاجات وصلة الأرحام وبر الوالدين والتواصل والتواضع واحترام الآخر والحرص على حقوقه وحسن العلاقات مع الأمة والبعد عن الكبر وانتزاع سخائم النفس وعوامل الشر والجفوة.
وأسأل الله ان يعيده على بلادنا وأمتنا بالخير والازدهار والقوة والرخاء والرفعة والسؤدد والمجد والتعاون والتضامن والمسرات.. كما يسرني أن اهدي هذه الابيات بهذه المناسبة السعيدة وأن تعود هذه الذكرى المجيدة حافلة بالخير والبركات ومفعمة بالازدهار ومتجددة بالسعادة.


العيد أقبل في سنا وضاء
في خير وجه للعلا ورواء
عيد السلام وعيد دين الله في
شتى البقاع وسائر الأرجاء
لك في القلوب مهابة وجلالة
لك في الجوانح درتي وعنائي
بك كرم الله العظيم جموعنا
وشدت بذكرك ألسن الشعراء
يا عيد عم الخير كل بلادنا
والله يعلي الدين في العلياء

وكل عام وعيد وأمتنا بخير وقوة وعزة وسؤدد ومزيد من الخير والرخاء والأمن والازدهار ولنتذكر في العيد معاني الأخوة وحب هذا الوطن بحيث نعيش في هذا الوطن بكافة أطيافه وشرائحه ومناطقه إخوة متحابين نبني وطنا آمنا مستقراً متطوراً رحباً ونقف بكل صلابة أمام كل من يريد بنا أو بوطننا سوءاً من الداخل أو الخارج في ظل راية التوحيد والوحدة وتعميق هذه الوحدة المباركة على نحو تجتمع به الجهود وتتحد الطاقات والتعاون المثمر لما فيه خير وسعادة هذا الوطن وأبنائه.. سدد الله الخطى ووفق الجميع.
عبدالله بن حمد الحقيل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved