لقد اطلعت على ما نشر في صحفة عزيزتي الجزيرة في العدد رقم 11344 وتاريخ 24-8 -1424 هـ.
والحقيقة أنني اسجل كل العرفان لجريدة الجزيرة الغراء التي اتاحت الفرصة لأبناء محافظة خيبر لتبادل الرأي حول ما يهم هذه المحافظة التاريخية, واني لأشكر الأخ العزيز مطلق لافي الفرك على تعقيبه الثمين على الكتيب الإعلامي الذي قمت بإعداده بمناسبة زيارة الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة للمحافظة عام 1421هـ، وأثمن له هذه المشاركة وهذا الحرص على ايضاح الأمور فيما يخص هذه المحافظة كونه واحداً من أبنائها.
وأود هنا ايضاح بعض النقاط التي جاءت في تعقيبه على النحو الآتي:
أولاً:
أشار الاخ الكريم الى اغفالي ( كما ذكر) لذكر قبيلة عنزة على أساس أنها هي القبيلة التي تملك نخيل خيبر في حين تم ذكر قبيلة بني رشيد على أنها تسكن شمال الحرة وذكر أسماء بعض القرى التي يشير الى وقوعها شمال الحرة مثل المضاويح وسمحة والعين وغيرها كدليل على وجود قبيلة عنزة في المناطق الشمالية من الحرة.
والواقع أن ذكر قبيلة بني رشيد أتى في صحفة 20 من الكتيب في اطار الحديث عن حرة خيبر. ويوافقني الأخ الكريم أن المصادر والمراجع الجغرافية تجمع أن الجزء الشمالي الشرقي من حرة خيبر يسمى باسم قبيلة بني رشيد في حين لا يوجد نهائيا حرة عنزة على سبيل المثال، بل هناك اسماء لشمال الحرة مثل حرة الغويطات وحرة الوشام وحرة اثنان.
وأود أن أؤكد أن الكتيب المشار اليه لم يكن على الإطلاق دراسة للقبائل العربية وتحديد مناطق نفوذها بل كان الاستدلال في ذكر قبيلة بني رشيد في اطار الحديث عن حرة خيبر كجزء مهم من مظاهر السطح لهذه المحافظة بشكل عام، وهذا الامر سبقت اليه جميع المصادر التي أشارت الى حرة خيبر.ولم يكن اغفالنا لتحديد الشمال الشرقي من الحرة للجزء المسمى باسم هذه القبيلة الا من باب عدم الاغراق في التفاصيل التي لم يكن المقام يتسع لها بناء على الاهداف التي من اجلها تم انجاز هذا الكتيب.
ثانيا:
أشار الكاتب الى ما ذكرناه في الصفحة(47) حول السكان حيث اشرنا الى قبيلة عنزة مع قبيلة بني رشيد على انهما القبيلتان اللتان تشكلان غالبية السكان البدو في المحافظة.
ولا أنكر هنا أنني اتفق مع الاخ الكريم فيما ذهب اليه من أن قبيلة بني رشيد ليس لها أملاك داخل خيبر وأن الأملاك هي محصورة بين الخيابرة وعنزة بموجب عادات وأعراف أعرفها أنا جيدا، وهذا صحيح! ومع ذلك فهذا لا ينفي وجود قبيلة بني رشيد على خريطة خيبر منذ القدم بل منذ ما قيل عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ابان نفوذ قبيلة غطفان التي تعتبر قبيلة بني رشيد احد امتداداتها في المنطقة، ولكن أعود فأقول: إن الأخ الكريم يدرك تماما أن الخوض في الملكيات والحديث عنها في عمل مختصر كهذا انما يمثل الدخول في متاهة وقد يخرجنا من الهدف الذي من اجله تم كتابة هذا الكتيب، وهو ايجاد مرجع سريع ومختصر عن المحافظة ككل دون الدخول في تفاصيل تلك العادات والأعراف التي هي حاليا محل نظر، وهناك اختلاف واضح لا أود أنا شخصيا الخوض فيه لأنه قد يترك أثرا عكسيا في نفس القارئ، وهناك العديد من القضايا المنظورة لدى المحاكم فيما يخص تحديد هذه الأعراف وتلك العادات.
ونحن بفضل من الله تعالى نعيش في الآونة الأخيرة تقارب كبير بين أبناء المحافظة بشكل عام على مختلف مشاربهم وخلفياتهم، ولا نود العودة مطلقا الى ذلك الزمن الذي كنا فيه نحاكي عصور الجاهلية الأولى.
وقد حرصت كثيرا ( وهذه توجهاتي الشخصية) بأن أقدم ما يجمع الكلمة بين أبناء هذه المحافظة دون الإشارة الى ما يمكن أن يزرع بذور الفرقة بين أبنائها، ولا أعلم ان كان الكاتب الكريم بسبب بعده عن المحافظة لا يدرك الروح السائدة حاليا هنا من الأخوة والمودة بين أبنائها وهذا بلا شكل ما تطمح اليه حكومتنا الرشيدة منذ تأسيس هذا الكيان ويقود هذا التوجه حاليا سعادة محافظ خيبر الذي يحسب له الكثير مما تحقق في هذا الإطار.
ثالثا:
ذكر الكاتب بعض المسميات داخل خيبر مدللا من خلالها تملك قبيلة عنزة في خيبر مثل الدكاك والمرايد والمريخية والفقرة وخلافه, واقول هنا إن قبيلة عنزة العريقة ليست في حاجة الى ضرب الأمثلة لتأكيد وجودها في خيبر فهذا أمر لا يختلف عليه اثنان وهو من قبيل ايضاح الواضحات، ولعلنا جميعا ندرك بأن تارخ هذه القبيلة العريقة ليس بحاجة الى مثلي ليثبته أو ينفيه سواء في خيبر أو غيرها ولا يعني عدم التطرق الى تفاصيل وجودها في خيبر أكثر من كون المقام والهدف الذي من أجله أنجز ذلك الكتيب لم يتسع لذلك، ومع ذلك فلا ينبغي أن نطمس أي حقائق أخرى مثل وجود قبيلة بني رشيد بل حتى جزء من قبائل جهينة وحرب التي استوطنت خيبر.
وفي الختام فاني أوجه الشكر الجزيل للأخ الكريم على اهتمامه وأدعوه لنضع أيدينا سويا لبناء محافظتنا التي هي في أمس الحاجة الى التكاتف والتعاون بين أبنائها ممن هم داخل المحافظة وخارجها لنضعها في مكانها الصحيح بين مثيلاتها من محافظات مملكتنا الغالية في ظل هذا العهد الزاهر.
صيفي عيسى الشلالي
12-12-1424هـ
|