Wednesday 28th April,200411535العددالاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
إعادة ترتيب أوضاع العراق (1)
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في خضم المعارك الدائرة في أكثر من مدينة في العراق، وبالذات في الفلوجة، وفي مدينتي النجف وكربلاء، يطبخ الأمريكيون وبمساعدة أطراف عراقية ودولية (طبخة) جديدة لإصلاح ما أفسده التخطيط الأمريكي بسبب إدارة الملف العراقي من قبل وزارة الدفاع الأمريكي البنتاغون التي اعتمد كبار مسؤوليها على (عملائهم) ممن كانوايسمون سابقاً بالمعارضين العراقيين وفي مقدمتهم الدكتور أحمد الجلبي، فقد اعتمد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الذي يمثل الجناح المتشدد في الإدارة الأمريكية، الذي شكل مع نائب الرئيس ديك تشيني ثنائياً قوياً، ضغطاً على الرئيس لترك الملف العراقي لوزارة الدفاع لإدارة العراق بعد الغزو وأثناء فترة الاحتلال، وأبعدت وزارة الخارجية الأمريكية عن الملف وبالتالي ضعفت أو أبعدت أيضاً الأمم المتحدة.
وزارة الدفاع اعتمدت على رجلها أحمد الجلبي الذي قدم معلومات خدمت مصالحه ومصالح المتحالفين معه الذين استطاعوا أن يدخلوا دائرة مجلس الحكم العراقي، وعن طريق هذه الدائرة حققوا مكاسب مادية كبيرة، ومكاسب سياسية وسلطوية، فقد كشفت المعلومات أن العديد من أعضاء مجلس الحكم ومن خلال الوزراء الذين رشحوا من قبلهم والأعضاء في أحزابهم قد حققوا مئات الملايين من الدولارات كتبرعاتهم لأحزابهم مقابل تسهيل عقد الصفقات، وقد أدت هذه الصفقات التي عرف بأمرها الشعب العراقي إلى سقوط آخر أوراق (الاحترام) إن كان هناك احترام نحو أعضاء مجلس الحكم.. وبالتالي سقطت مصداقية المجلس وإن كان العراقيون لا يزالون يكنون بعض الاحترام للدكتور عدنان الباجة جي ومسعود البرزاني، إلا أن الاحترام شيء والمطالبة بمعالجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية شيء آخر، ولهذا فقد تحرك الأمريكيون دولياً وعراقياً للخروج من هذا المأزق.
دولياً تم اللجوء إلى الأمم المتحدة، وقد استجابت المنظمة الدولية بطلب النجدة الأمريكية، ولكن الأمين العام للمنظمة الدولية صارح الأمريكيين بأنه لا يملك عصا سحرية تساعد الولايات المتحدة، إلا أنه يضع (ساحر المهمات الصعبة الأممي) الدكتور الأخضر الإبراهمي تحت تصرف الإدارة الامريكية.
والإبراهيمي يمكن تسميته تجاوزاً ساحِر الأزمات، فالرجل نجح بامتياز في ترتيب حل في أفغانستان لا تزال مراحله تنفذ بنجاح.. وأيضاً نجح في لبنان وقبلها في أماكن أخرى، وهو بالإضافة إلى ذلك عربي ومسلم ومقبول من أكثر الأطراف الفاعلة على الساحة العراقية ويتمتع بسمعة عالية لنزاهته ودبلوماسيته، ولكن وكما أفهم كوفي عنان الأمريكيين بأن الأخضر الإبراهيمي لا يمكن فرض الإملاءات الأمريكية عليه، وإذا أردتم يا أمريكيون حلاً يخرجكم من ورطتكم.. خاطب عنان الأمريكيين: عليكم أن تمنحوا ثقتكم للإبراهيمي ولا تفرضوا عليه شيئاً..!
هكذا تم الاتفاق بين سكرتارية الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية، وهكذا اعتمدت واشنطن (ساحراً) لإخراجها من وحل العراق الذي تورطت فيه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved