مهلة لمدة شهر ابوابها الآن مشرعة للعودة والتوبة، ما ينبغي عمله هو ان نحرص جميعاً على استثمارها، فعلينا كمواطنين واعلاميين وعلماء دين يجب ان نعمل باتجاه عودة من يريد الله عودته إلى المجتمع عضواً فاعلاً وبانياً فيه، بدل ان يكون معول هدم شاق لعصا الطاعة ومثيراً للفتنة، علينا ان نبدأ للقيام بدور ما لاستثمار هذه المهلة التاريخية لعودة اولئك الهاربين المتخفين عن أعين الناس بعيداً عن التشنجات ووسائل التجريح المباشرة ولنا اسوة حسنة في خطاب خادم الحرمين الذي ألقاه نيابة عنه ولي العهد بما فيه من عبارات حكيمة وابوة ورحمة وقوة ودعوة للعودة إلى الحق. ويكفينا انه وصفهم بوصف (الفئة التي ظلمت نفسها). ولقد اعجبتني هذه العبارة الدقيقة لوصف هذه الفئة. ان دورنا في هذه المسألة هو دور رئيسي لعل الله ان يهدي بعضهم فنكون قد قطعنا الطريق على من وراءهم والذين (يتحججون) بأن الابواب مقفلة فلا مجال سوى الموت. الآن الأبواب مشرعة للدخول بأمان كفله ولي الامر لكل تائب عائد. وما أصدر خادم الحرمين هذه المهلة الا لرغبة صادقة في حقن دماء شباب من هذا الوطن غرر ودفع بهم دفعاً لحمل السلاح في وجه ابناء وطنهم، ولابد انهم الآن يتخفون ما استطاعوا عن عيون الناس بما في ذلك عيون الام والأب والأخ (الاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس). اولئك عليهم ان يفكروا كثيراً في عواقب الرفض على أنفسهم واطفالهم وأسرهم، فالفرص لا تلوح أكثر من مرة واحدة.. ان الرفض يعني مزيداً من الدماء ومزيداً من ارتكاب الآثام.
لكل من يرفض ليواجه الله سبحانه وتعالى بذنوب كان هو في غنى عن اقترافها.
ان الحق احق ان يتبع، ولن تجتمع الأمة على باطل، وها هي الأمة الاسلامية كلها ترفض اعمال القتل والارهاب، وقد جرب الظالمون لأنفسهم اسحلتهم كما نفذوا عدة عمليات وفجروا عدة مبان راح ضحيتها عدد من الابرياء من المواطنين وغيرهم، فماذا كانت النتائج التي حصلوا عليها؟! وهل صدقهم من قال لهم ان طريق الجنة يمر عبر مبنى ادارة المرور او غيره؟! ليحسبوا المكاسب والخسائر التي حصلوا عليها ولتكن بحساب دنيوي وديني، فدنيوياً خسروا حياة هانئة يحسدهم عليها أغلب سكان الارض، ودينياً اقترفوا الآثام بما يوصف انه من كبائر الذنوب بشروعهم بقتل الابرياء وحمل السلاح في وجه ابناء وطنهم من المسلمين!! اتمنى كمواطن ان تجد المهلة صدى ايجابياً لدى الذين جاءت من اجلهم والعودة إلى طريق الحق ما دام مفتوحاً امامهم، فكل واحد منهم بحاجة إلى ان يتخذ القرار الذي في صالحه وفي صالح اسرته ووطنه ومجتمعه. واني اجزم ان لدى ولاة الامر من الرحمة والعفو ما لا يتصوره افراد (الفئة التي ظلمت نفسها)!!
|