* القدس المحتلة - بلال أبو دقة:
في وقت قالت فيه محكمة العدل الدولية في لاهاي أنها ستصدر في التاسع من تموز - يوليو المقبل حكماً بشأن شرعية جدار الفصل العنصري، الذي تبنيه دولة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
يواصل جدار الضم والتوسع العنصري في مدينة القدس زحفه رغم الاحتجاجات الفلسطينية والتحذيرات من خطورة تحويل مناطق إلى كانتونات معزولة، والأضرار البالغة التي ستلحق بالفلسطينيين، فقد شرعت السلطات العسكرية الاسرائيلية في بناء مقطع الجدار في منطقة عناتا شمال شرق القدس.
ويقول أهالي المنطقة لـ الجزيرة: انه منذ يومين وجرافات الاحتلال تعمل بوتيرة عالية ليلاً ونهاراً في تلك المنطقة حيث جرفت مساحات واسعة من أراضي قرية عناتا التي سيمر منها الجدار الفاصل، كما تم في بعض المناطق مد شبكة البنية التحتية للجدار الفاصل.
وأكدت مصادر فلسطينية محلية في مدينة القدس: أن العمل في منطقة عناتا يسير بشكل سريع جداً اكثر من أي منطقة أخرى كونها في خاصرة القدس، وإغلاق الجيش لهذه المنطقة يفصل نحو40 ألف مقدسي عن المدينة المقدسة ويصبحون خلف الجدار.
هذا وتتسارع وتيرة أعمال التجريف في المنطقة الشرقية في بلدة الرام، والمعروفة بمنطقة وادي عياد حيث وصلت عمليات التجريف مرحلة متقدمة وتم شق طريق استيطاني جديد يصل إلى التجمعات الاستيطانية في المنطقة الشرقية (آدم وشاعر بنيامين) و(كوكب) وغيرها من المستوطنات المنتشرة في الخط الشرقي الموصل حتى مدينة رام الله.
وشهدت منطقة وادي عياد مواجهات مؤخراً بين المواطنين الفلسطينيين العزل والقوات الاسرائيلية التي تحرس الجرافات التي اقتلعت ودمرت مساحات واسعة من أراضي المواطنين وحدائق منازلهم حيث بلغ العمل في تلك المنطقة مرحلة متقدمة.
وتزامنت هذه الإجراءات الاسرائيلية التعسفية مع استمرار الجيش في جلب المزيد من مقاطع الجدار والمكعبات الإسمنتية إلى الشارع الرئيسي الممتد من حاجز ضاحية البريد حتى حاجز قلنديا العسكري استعدادا لاقامة هذا الجدار الذي يبلغ طوله نحو كيلو مترين ليفصل نحو70 الف مقدسي من سكان ضاحية البريد والرام وجبل الصمود وضاحية الاقباط ويحاصرهم من الشمال والجنوب والشرق والغرب في كانتون معزل، مخرجه الوحيد باتجاه مدينة رام الله وحاجز قلنديا فقط.
يذكر أن المحكمة العليا الاسرائيلية ستنظر يوم الاثنين القادم، الموافق 28 - 6 - 2004 في قضية الالتماسات الفلسطينية ضد بناء هذا الجدار ومن المتوقع رد هذه الالتماسات للمباشرة في بنائه بسرعة فائقة بعد أن انتهت أعمال البنية التحتية ووضعت الكتل الأسمنتية على جانب الطريق.
إلى ذلك صعدت القوات الاسرائيلية من حملات الاعتقال التي تشنها في مناطق بناء جدار الفصل وخاصة لنشطاء مقاومة الجدار، وتحديداً في بلدة الرام وضاحية البريد.. وداهمت قوات عسكرية كبيرة البلدة القديمــة في الرام واعتقلت 8 من نشطاء لجان مقاومة الجدار وعددا من المواطنين الذين شاركوا في الاحتجاجات الفلسطينية على بناء الجدار..
هذا بالإضافة إلى 7 معتقلين كانت السلطات قد أوقفتهم قبل نحو أسبوع وقالت السلطات الاسرائيلية انها قد تحول بعضهم إلى الاعتقال الإداري مدة ستة شهور.
وفي هذا السياق، قالت مصادر قانونية وهندسية فلسطينية: إن السلطات العسكرية الاسرائيلية تخطط لبناء جدار محيط بالمنطقة الصناعية قلنديا (عطروت) ومنطقة مطار القدس ليكون جيبا محاطا بالجدار من الجانبين يتصل بطريقين القديم والحالي والثاني من داخل المنطقة الصناعية إلى الطريق رقم 60-45
وأوضح الناطق الإسرائيلي، الذي يدعى (ايتان عروسي) انه في المرحلة النهائية من بناء الجدار الفاصل في منطقتي العيزرية وابوديس سيكون هناك أربع بوابات على هذا المقطع من الجدار الأولى في منطقة، راس أبوسبيتان، قرب حاجز الزعيم العسكري بحيث يتمكن الفلسطينيون حملة هوية القدس والتصاريح من العبور راجلين وبمركباتهم إلى القدس أو مواصلة السير شمالا إلى رام الله.أما البوابة الثانية فستكون بالقرب من الكنائس مقطع العيزرية رستوم، في حين سيجري فتح البوابة الثالثة في منطقة السواحرة قرب جامعة القدس وهي مخصصة للمشاة فقط.
|