Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
عقيد. فهد بن عفاس العتيبي

المخدرات أصبحت مشكلة عالمية يعاني آثارها معظم شعوب العالم، وفي سبيل مكافحة هذا الداء الفتاك اتخذت معظم الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة تهريب وتعاطي المخدرات في العالم إجراءات وجهود لتفعيل دور أجهزتها الأمنية المعنية بمكافحة المخدرات والإعلامية لتوعية المجتمع ضد تعاطي المخدرات لما لذلك من آثار جسيمة على الفرد والمجتمع، وقد تم اختيار مسمى (المخدرات: العلاج ممكن) للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذا العام 2004م.
والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحكومته الرشيدة تشارك دول العالم بهذه المناسبة في محاربة المخدرات والعمل على خفض العرض والطلب وتتعاون في جميع الجوانب وعلى كافة المستويات من أجل الحد من تهريب وتعاطي المخدرات ثم علاج وإعادة تأهيل من ابتلي بالسقوط في هذا المستنقع المدمر.
والثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم المتعاطي وعقله، وهذا الضرر تختلف درجة خطورته تبعا لخصائص العقار المستعمل ووسيلة تعاطيه، وتبعا لشخصية المتعاطي والبيئة التي يجري فيها التعاطي، كما أن تعاطي المخدرات والعقاقير المسببة للاعتماد الجسمي قد يتسببان في وفاة المتعاطي أو إصابته بالجنون، وقد أكدت الدراسات مدى الأضرار الجسيمة التي تعصف بالأسرة من جراء تعاطي المخدرات، ومن أبرزها:
1- الأضرار التي تحل بالأسرة من جراء تعاطي المخدرات هو ولادة أطفال مرضى مشوهين، فالأمهات اللاتي تعتمدن على الهيروين نادرا ما تأكلن بطريقة صحيحة، الأمر الذي ينجم عنه نقص في البروتين والحديد والفيتامين لدى الأطفال قبل ولادتهم ويولد الطفل قبل موعده ووزنه أقل من المعدل، ونسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال عادة كبيرة والإحصائيات في هذا الصدد مخيفة.
2- إن تعاطي المخدرات يضعف القدرة الإنتاجية للفرد، وذلك أمر بديهي فإن البدن المعتل والعقل المختل والنفسية المريضة لا يمكن أن يؤدي صاحبه عمله على أكمل وجه وانخفاض القدرة الإنتاجية للفرد يعني انخفاض دخله، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن المتعاطي ينفق الجانب الأكبر من دخله للحصول على المخدر، وما يتبقى من الدخل غير كاف لإشباع حاجاته الأسرية، الأمر الذي قد يدفع أفرادها إلى ارتكاب الجريمة بشتى أنواعها.
3- إن متعاطي المخدرات يعطي المثل السيئ لأفراد أسرته فالمتعاطي كثيرا ما ينساق وراء نزواته وغرائزه الأولية التي تحكمها الإرادة في الظروف العادية نظرا لانعدام إرادته أو ضعفها في السيطرة عليهم، وبالتالي على الدوافع الكامنة في نفسه كما أن متعاطي المخدرات لا تكون لديه عادة القدرة على رعاية أسرته وتنشئتهم على الأخلاق القويمة وتقدير المسؤولية والإيمان بالواجب، ففاقد الشيء لا يعطيه.
4- إن تعاطي رب الأسرة للمخدرات من شأنه نقل تلك العادات السيئة لفروعه والذين يعولهم، إذ إن تكرار تعاطي رب الأسرة للمخدرات يثير فضول أطفاله ويدفعهم ذلك إلى الانحراف والتعاطي.
5- إن تعاطي المخدرات يخلق جوا من عدم الأمان في الأسرة، فالمسكن معرض للتفتيش من جانب أجهزة المكافحة بحثا عما يحوزه رب الأسرة من المخدرات التي يتعاطاها وبالتالي يشعر أفراد الأسرة بعدم الأمان والخوف والقلق باستمرار.
إن ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم سواء تعلق الأمر بالمدمنين أو أسرهم يتضررون مباشرة من مشكلات المخدرات إذ تتأثر حياتهم وأحوالهم الصحية سلبيا وينقطعون عن الدراسة ويفقدون أعمالهم ويتفرق شمل الأسرة بسبب تعاطي وإدمان المواد المخدرة اللعينة.
ويجب أن يعرف متعاطي المخدرات أو المدمنون عليها وأسرهم أن هناك فرصا للخروج من الارتهان في حبال هذه السموم وأن المساعدة الفعالة متوافرة وبأشكال مختلفة قد تساعد المصابين به على اتباع أسلوب حياة منتجة ومنها العزم على الإقلاع عن هذه العادة السيئة والابتعاد عن رفاق السوء والعلاج من آثار تعاطي المخدرات والبحث عن فرص العمل والعودة إلى طريق القويم وهذا كفيل بإعادة الفرد إلى وضعه الطبيعي في الحياة عضو فاعل منتج في المجتمع.
ونحن مجتمع إسلامي ولله الحمد يمقت في الأصل هذه الآفة ويزدري من يقوم باستخدامها وينتقصه ويجب علينا جميعا محاربة المخدرات بجميع أنواعها وأشكالها بجميع ما نملك من امكانات، طيلة أيام السنة ومحاربة من يقف وراءها على كافة المستويات، وهذا بلا شك يتطلب تضافر الجهود من الجميع بداية من الأسرة ثم المدرسة والجامعة وأعلى المستويات وأن نكون يدا واحدة في محاربة هذه السموم ومن يقوم بتهريبها وترويجها واستعمالها وتوعية أفراد المجتمع إلى المخاطر والويلات التي تنعكس على المجتمع من جراء الوقوع في هذه الآفة وحماية هذا المجتمع الغالي وشبابه
حمانا الله جميعا.. إنه سميع بصير.

مدير المكافحة الدولية
الإدارة العامة لمكافحة المخدرات


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved