لا زال ينقصنا الوعي والفهم والإدراك، ولا زلنا نعيش في كهوف ونسير حسبما يحد فنا التيار.!
وأتعجب وأنا أرى شرائح كثيرة من الرجال بل والشباب، ليس وراءهم سوى أن يفتحوا أفواههم أمام لجنة التحكيم ليسمعوهم أصواتهم.. وتناسوا أشياء كثيرة في الحياة، والغريب في الأمر أن المتقدمين رجال..!
وإنه لمن السخف أن ترى رجالاً وهو يتمايلون ويغنون دون أن يراعوا شيئاً من الاعتبارات للقيم أو العادات التي عرفوها أو سمعوا بها وتعلموها.. وكأن الأمة بحاجة إلى حناجرهم..!
ربما الفراغ أدى بهم لأن يستعرضوا قدرات حناجرهم الصارخة, ولم يكن أمامهم إلا الغناء والعبث الذي يمارسونه أمام شاشات التلفاز.!
أليس هذا عبثاً يمارسه هؤلاء الرجال الذين يتدافعون من أجل أن يقدموا مواهب مزيفة باسم الفن الهابط في الزمن الرديء؟!
إن الكثير منهم تناسوا الأعباء التي كان عليهم حملها.!
فالعالم مثقل من القضايا المتخمة..
وكان لا بد أن يشمروا عن سواعدهم للعمل فيما ينفعهم وينفع وطنهم الذي ينتسبون إليه.
والمؤسف أن العبث في ازدياد إذ أرى سيلاً من السخف يبث عبر الفضائيات لرجال يمارسون قدراتهم خلف الكواليس.
والمشين في الأمر أنهم من دول عربية، لم يأبهوا بما يدور من أمور حولهم سوى أن يتمايلوا ويرقصوا أمام عدسات الكاميرا، كأنهم يفاخرون بما يمارسون من هراء، ليس من أخلاق الرجولة في شيء!
أتساءل: ما الذي دفع بهم إلى ذلك، هو الفراغ؟
أم الهروب، وإثبات الذات في أمور شتى لا تعود بنفع؟!
هذا هو واقع أمة وهذا حالها!
ألا ينبغي لنا أن نعي ما ينبغي علينا من الواقع عمله بدل أن نبدد.. إننا نضيع أوقاتنا، ونهدر أعمارنا فيما لا طائل وراءه.!
إنها الغفلة التي لا حدود لها، وسيأتي وقت يندم فيه المفرطون والسادرون والغافلون.!
مرفأ
نهرب من واقعنا، عندها نكون عاجزين عن تحقيق المستحيل.!
|