(الوطنية: تعبير قومي يعني حب الشخص وإخلاصه لوطنه. ويشمل ذلك الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتقاليد، والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن..
وجدت فكرة الوطنية خلال كل العصور وبين كل الشعوب، والدليل على هذا أن الشعور العالمي موجود في آداب كثير من الأمم، فكثير من الأعمال الأدبية البارزة تمجد إخلاص الناس لبلادهم، واستعدادهم للموت دفاعاً عن حريتها وكرامتها..
*
هذه هي الوطنية بمفهومها العالمي العريض الذي تشترك فيه كافة الشعوب على اختلاف توجهاتها وتعدد مللها ونحلها.. فأين موقعها داخل نفوسنا؟!!!
إن وطنيتنا تعلو وتعلو على غيرها من الوطنيات، لأنها وطنية أرض وسماء، وطنية أرض درجنا عليها ونهلنا من خيراتها، ووطنية سماء مباركة، تنزل الوحي علينا من خلالها، فكونت لنا خاصية لم ينلها غيرنا..
فإذا تفاخرت الأمم بأمجادها العظام وذكرياتها الخالدة فنحن نفخر أن هذه الأرض هي مهبط الوحي ومحتضن الرسالة، فأي حدث عالمي مهما بلغ حجمه وعظم أثره يضاهي هذا الحدث ويوازيه في علو قدره.. أفلا يحق لنا أن نفخر!!!
وإذا تفاخرت الأمم بأبطالها وقياداتها فنحن نفخر بأن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم بلا منازع مشى على هذه الأرض، وأن منها انطلق أصحابه الكرام إلى كافة البقاع ينشرون النور ويطفئون الظلام.. أفلا يحق لنا أن نفخر!!!
وإذا تفاخرت الأمم بتراثها وآثارها فنحن نفخر بأن أرضنا احتضنت أفضل بقعتين على وجه المعمورة ، مكة المباركة، ومدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.. أفلا يحق لنا أن نفخر!!!
وإذا تفاخرت الأمم بكنوزها وخيراتها وعدتها وعتادها فنحن نفخر بأننا نحمل أعظم الكنوز وأقوى الأسلحة وهو تمسكنا بهذا الدين العظيم الذي ما زلنا ولا نزال نزداد به رفعة، ونعلو به شأننا رغم أنف كل حاقد وحاسد.. أفلا يحق لنا أن نفخر!!
ولأن هذه أرض البطولات، ومنبع الخيرات قيض الله له من يحمي حماه، ويدافع عن ثراه، ويضيف إلى سجلات تاريخه الخالدة سيلاً جراراً من البطولات العظيمة، والآثار العريضة التي لا يجحدها إلا مكابر أو معاند، سطرها لنا قائدنا ووالدنا الملك عبد العزيز -رحمه الله-، والتي كانت بحق امتداداً لسيرة من سبقوه، وارتساماً لخطاهم، وتخليداً لذكراهم.. أفلا يحق لنا أن نفخر!!
بلى يا وطني.. يحق لنا أن نفخر، ويحق لك أيضاً أن تفخر.. ولتعلم أنه مهما كاد لك الكائدون، وتربص بك المتربصون فكلنا لك فداء، ودماؤنا لك سقاء.. حماك الله وحفظك من كل مكروه يا أغلى الأوطان ، ودرة البلدان.
* الموسوعة العربية العالمية، المجلد: 27، الطبعة الثانية (بتصرف بسيط). |