روى لي أحد استشاريي الأمراض الصدرية بالمستشفى، عن حالة أحد المرضى ممن يعانون من مشكلة في الجهاز التنفسي، وبعد إجراء الفحص والتحاليل، ثبت أن المريض لم يتناول سيجارة واحدة في حياته، ولكن المشكلة لم تكن بعيدة عن حالة المدخنين ، إن لم تكن أسوأ منها؛ ذلك أن المريض من المواظبين على الجلوس في أحد المجالس الليلية الخاصة مع بعض أصدقائه، وبما لا يقل عن ثلاث ساعات يومياً، ومعظم الحضور هم من المدخنين، وبالتالي فقد كان يستنشق ما ينفثه هؤلاء المدخنون.. ومع مرور الزمن أدى إلى إصابته بالتهابات في القصبات الهوائية، والربو القصبي، وعدم تمكن الرئتين من توفير الأكسجين اللازم لحالة الجسم.
وهذه حالة، وغيرها من الحالات كثير، وإذا كان هذا المريض قد ذهب بإرادته إلى هذا المكان، فهو يتحمل جزءاً كبيراً من مشكلته، ولكن ما ذنب الأطفال والنساء الذين يتلقون نفثات دخان والدهم صباح مساء، حينما يشعل سيجارته في منزله، وفي سيارته، وبحضورهم.. لا شك أنه جنى عليهم، وتسبب في أذاهم، وقد يحصل لهم ما حصل لهذا المريض.
أيها المدخن.. حينما تبتلى بهذه الآفة، فحاول ألا يتعدى ضررها لغيرك، تجنب التدخين في منزلك، وفي سيارتك، وفي الأماكن المزدحمة، فإنه في الوقت الذي تقوم فيه بهذا الأمر ستتجنب أذية الناس، وستقلل من فرص التدخين، وعدم أذية نفسك.
( * ) المدير العام |