في مثل هذا اليوم من عام 1948 قام الاتحاد السوفيتي باستبعاد يوغسلافيا من عضوية مكتب الإعلام الشيوعي (كومينفورم) وذلك بسبب موقفها تجاه الحرب الأهلية اليونانية. وجاء قرار الاستبعاد ليعمق الصدع في العلاقات السوفيتية اليوغسلافية.
أنشأ الاتحاد السوفيتي مكتب الإعلام الشيوعي (كومينفورم) عام 1947 كهيئة تنسيقية للأحزاب الشيوعية في روسيا وبلغاريا والمجر وبولندا وإيطاليا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا ويوغسلافيا. واعتبرت الأوساط الغربية هذه الهيئة امتداداً لهيئة «كومنتيرن» تلك الهيئة التي حلها الاتحاد السوفيتي عام 1942 في محاولة منه لتهدئة الولايات المتحدة وإنجلترا.
مع اشتعال نيران الحرب الباردة عقب الحرب العالمية الثانية، كان إنشاء الاتحاد السوفيتي لكومينفورم ما هو إلا دليل على رغبته الأكيدة في قيادة الكتلة الشيوعية. كما أن ضم كل من إيطاليا وفرنسا لهذه المنظمة أكد رغبة السوفيت في أن يكون لهم الكلمة العليا في دول أوروبا. وجدير بالذكر أن يوغسلافيا كانت عضواً أساسياً في كومينفورم وإن ظل زعيمها، جوزيف بروز تيتو، معارضاً للكثير من سياسات الاتحاد السوفيتي. وبحلول عام 1948، اشتدت انتقادات تيتو للاتحاد السوفيتي بسبب عدم تقديمه المساعدة للشيوعيين في اليونان. في نفس العام أصدر ستالين أوامره باستبعاد يوغسلافيا من كومينفورم. بعد هذا الاستبعاد ظلت يوغسلافيا متمسكة بأفكارها الشيوعية لكن بعيداً عن سيطرة الاتحاد السوفيتي.
وقد أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم العون الاقتصادي والعسكري ليوغسلافيا. وفي أواخر عام 1948 بدأت الدول تنسحب تباعاً من كومينفورم وكانت أولهم إيطاليا واضطر الاتحاد السوفيتي إلى حل المنظمة عام 1956.
|