ديجول زعيم لقوات فرنسا الحرة

في مثل هذا اليوم عام 1940م، اعتبر الجنرال شارل ديجول قائدا للقوات الفرنسية الحرة بعد أن جعل من إنجلترا مقرا له عقب تشكيل حكومة تابعة للاحتلال في فرنسا، وكان ينتظر من القوات الفرنسية الحرة هزيمة الالمان وتحرير فرنسا كلها.
بالنسبة لديجول، لم تكن محاربة الالمان بشيء جديد عليه. فقد لحقت به العديد من الاصابات في فيردن أثناء محاربته لهم في الحرب العالمية الاولى. وهرب من معسكرات أسرى الحرب خمس مرات ولكنه كان يقبض عليه من جديد في كل مرة. كان من الصعب على ديجول أن يتخفى لضاخمته وطوله الكبير حيث كان يبلغ ارتفاعه 6 أقدام و4 بوصات. في بداية الحرب العالمية الثانية، كان ديجول قائدا للواء مدرعات. ولفت الانظار كقائد مقدام وحصل على رتبة قائد لواء في مايو عام 1940م.بعد الغزو الالماني لفرنسا، أصبح ديجول وكيل أول وزارة الدفاع والحرب في حكومة رينود. ولكن مع استقالة رينود وتولي المارشال فيليب بيتان العميل لقوات الاحتلال محله، رحل ديجول إلى إنجلترا.
في 18 يونيو 1940م، ناشد ديجول مواطني فرنسا عن طريق الراديو بعدم قبول الهدنة التي دعا إليها بيتان، وطالبهم بمواصلة القتال تحت قيادته. وبعد عشرة أيام أخرى، اعترفت إنجلترا رسميا بديجول كقائد للقوات الفرنسية الحرة والتي اعتمدت في البداية على القوات الفرنسية الموجودة بانجلترا والمتطوعين من الفرنسيين المقيمين في إنجلترا ووحدات من البحرية الفرنسية.
في 2 أغسطس 1940م، قضت محكمة عسكرية فرنسية غيابيا على ديجول بالموت بسبب أفعاله (بتحريض ألماني بالطبع). أثبت ديجول أنه سياسي ومحارب محنك، وحاز على إعجاب واحترام دول الحلفاء والمواطنين الفرنسيين. وعاد إلى باريس من الجزائر العاصمة التي نقل إليها مقر القوات الفرنسية الحرة، وأنشأ بها (حكومة ظل) في سبتمبر عام 1943م. وتولى ديجول رئاسة حكومتين مؤقتتين قبل استقالته.