* القاهرة - مكتب الجزيرة- صابر حمد:
أكد المؤتمر الدولي التاسع للفلسفة الإسلامية، الذي عقد مؤخرا بجامعة القاهرة، على تبيان المبادئ الإنسانية الحقة في العقيدة الإسلامية، وإسهام العلماء والمفكرين بجدية في حوار الحضارات أو حوار الأديان، حتى يبينوا للآخر مزايا العقيدة الإسلامية في التسامح مع الآخر.. كما أكد المؤتمر على العناية بالدور الجوهري للعقل في مناقشة قضايا العقيدة وغرسها في النفوس، على أن يتم ذلك في غير تقليد ولا جمود.
وكان المؤتمر -الذي حضره علماء ومفكرون من السعودية وماليزيا وتركيا والإمارات وقطر وسلطنة عمان وليبيا والمغرب ومصر- ناقش العديد من القضايا الهامة مثل العولمة وآثارها الثقافية وعلم الكلام والحوار مع الآخر وغيرها من القضايا.
وقدم الباحث د. عادل بن علي الشدي -بكلية التربية جامعة الملك سعود- بحثا عن العولمة وآثارها الثقافية، استعرض فيه الآثار السلبية والإيجابية للعولمة، فأشار إلى أن الآثار السلبية يمكن ايجازها في تذويب الانتماء إلى الدين والمعتقد، وإضعاف علاقة الفرد بأمته ومسخ شخصيته المستقلة ليذوب في منظومة العولمة الثقافية، كذلك إهمال الآخر تماما والتركيز على الحياة الدنيا فقط - متابعةً للمفهوم الثقافي الغربي العلماني- والاكراه الثقافي الواقع على شعوب العالم، بحيث لا يترك لها حرية الاختيار بين العولمة الثقافية وثقافتها الخاصة.
وتغيب القيم الأسرية والاجتماعية، التي رسخها الإسلام، في علاقة الرجل بالمرأة واحترام مؤسسة الزواج، والبر بالوالدين، والتكافل الاجتماعي وغير ذلك من القضايا.
أما الاثار الايجابية للعولمة الثقافية فهي سهولة الحصول على المعلومة (الأبحاث والاحصائيات)، واتاحة فرصة كبرى لنشر العقيدة الإسلامية بعد زوال العوائق التي كانت تحول دون ذلك، وسهولة الاتصال والتواصل مع الآخرين والاطلاع على مساوئ الثقافة الغربية والأخطاء الكبرى فيها من تحيز وتناقض وعنصرية ومادية مجردة.. إلى غير ذلك من المساوئ التي ظهرت بسبب العولمة الثقافية وسعى أصحابها في نشر ثقافتهم.
وقدّم الدكتور عبدالله بن دجين السهلي -عضو هيئة التدريس بقسم الثقافة الإسلامية كلية التربية جامعة الملك سعود- ورقة بعنوان (علم الكلام.. نظرة نقدية) تناول فيها بالنقد كتاب المواقف من علم الكلام تأليف عضد الدين الايجي، مشيراًَ إلى اختياره للكتاب ليكون نقداً عاماً لجميع المؤلفات الكلامية والفلسفية والمنطقية، حيث اختلطت موضوعات الكلام بالفلسفة والمنطق عند المؤلف، ونقدا متخصصا في كتاب مهم للغاية للدارسين للمذهب الأشعري، سواء في بعض الجامعات والمراكز العلمية الإسلامية أو غيرها.
وقدّم الدكتور أحمد بن عثمان المزيد -باحث من المملكة- دراسة حول ظاهرة الغلوّ في الدين، أشار فيها إلى أن ظاهرة الغلوّ في الدين، التي شملت الفكر والسلوك أو العقيدة والعمل على مستوى الأفراد والجامعات، قد جرّت على الدين محناً أبرزها تشويه صورته عند كثير من الناس وتنفيرهم من تعاليمه التي حملوها على العنف والتشدد. وكون الغلوّ مصطلحاً شرعياً فإنه بالأهمية بمكان أن تكون دراساته وفقا لقواعد الشريعة وأحكامها، وليس وفقا لأهواء الناس وآرائهم الخاصة المبنية على أحكام مسبقة من الظاهرة.
|