* القدس - نائل نخلة :
رويداً رويداً بدأ يتكشف الوجه الحقيقي لجدار الفصل العنصري الذي تشرع قوات الاحتلال حول مدينة القدس، حيث اشار تقرير اسرائيلي ان هدف الجدار هو إخراج 200 ألف فلسطيني إلى خارج الحدود البلدة للمدينة وهو ما يضمن يهودية المدينة ويسهل تهويدها.
وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال لا يبني جداراً فاصلا إنما منشآت اعتقال لعشرات آلاف الفلسطينيين.
وذكر المصدر أن تقارير كثيرة نشرت حول السور والجدار الذي يشيد فيما يسمى اليوم (غلاف القدس)، ولكن كل ما قيل ليس كافيا، ما يحدث الآن في الأحياء العربية بين القدس ورام الله لا يشبه ما يحدث في أي موقع آخر، أولاً لأن هذه المنطقة بلدية مكتظة يقطنها 250 ألف نسمة، وثانياً لان وجود أحياء يهودية ومستوطنات كثيرة في المنطقة دفع المخططين لتنفيذ صرعات تفوق الوصف والخيال، كل التعقيدات والمشاكل التي تمخض عنها الجدار بين منطقة قلقيلية واريئيل لا تُقاس بما يتمخض عنه من مصائب في شمال شرقي القدس.
ويقول التقرير أن الخلفية التاريخية للمنطقة التي يشيد فيها الجدار معروفة،
بعد حرب حزيران عندما ضم القدس المحتلة ل(إسرائيل) ووسعت حدودها قررت الحكومة الصهيونية ضم مطار قلنديا للمدينة، من وراء هذه الخطوة كان هناك افتراض من تيدي كوليك ومن حوله ان العاصمة بحاجة لمطار، ولذلك زج بإصبع جغرافي باتجاه الشمال.
ويفصل التقرير أن سكان القدس العرب ازدادوا خلال الـ 37 سنة الماضية من 65 ألفاً ليصلوا إلى 230 ألف، والأحياء العربية لم تستطع استيعابهم خصوصاً لعدم السماح لهم بالبناء المرخص ولذلك شيدوا منازلهم حول المدينة في الأحياء المحيطة بها والموجودة خارج حدودها البلدية، وفي نفس المناطق بُنيت أحياء يهودية كبيرة مثل بسغات زئيف والنبي يعقوب ومن ورائها سلسلة مستوطنات تصل حتى ضواحي رام الله.
وخلال 25 سنة تقريبا كانت الحدود مفتوحة وتجول الناس من فلسطينيين و(إسرائيليين) بحرية في كل المنطقة لتتحول أحياء شمال شرقي المدينة إلى منطقة تجارية وحيوية فعالة ونشطة، مسار الجدار الفاصل في هذه الأحياء لا يتطابق مع الحدود البلدية.
في حالات كثيرة ينحرف الخط الحدودي لأسباب ترتبط بظروف المنطقة وطرقها واكتظاظ المباني، والأحياء العربية الواقعة خارج الجدار الفاصل هي:
1- حي الرام، وهو أكبرها ويضم ضاحية البريد وعدد سكانه 60 ألف نسمة (60 - 70 في المائة) منهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية.
2- عناتا وضاحية السلام،30 ألف نسمة ونصفهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية.
3- مخيم شعفاط للاجئين،30 ألف نسمة وأغلبيتهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية.
4- أحياء حزما وجبع، 8 آلاف نسمة وأغلبيتهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية.
5- الأحياء الشمالية: كفر عقب وسميراميس، 20 ألف نسمة ونصفهم من حملة بطاقات الهوية المقدسية.
6- مخيم قلنديا، 30 ألف نسمة، وأغلبيتهم من حملة بطاقات الهوية الفلسطينية.
7- حي بير نبالا والقرى المجاورة، 35 ألف نسمة وأغلبيتهم من حملة بطاقات الهوية الفلسطينية.
ويختم المصدر ان هذا يعني ان هناك 200 ألف نسمة خارج الجدار في هذه المنطقة وثلثهم يحملون هويات مقدسية، أي إنهم مخولون بالدخول والخروج إلى القدس ومنها وحياتهم ترتبط فيها كلياً.
هذا الأمر أخذ بالحسبان، ولذلك سيُسمح لهم بالدخول والخروج من خلال منشآت مرورية مثل معبر ايرز وكرني (للتجارة).
أهالي المنطقة يجمعون على ان الحياة ستصبح صعبة جدا وان التجارة النشطة فيها ستختنق بسبب الحواجز التي تفصل بين الضفة والقدس الى جانب الخوف الذي يدفع بالكثيرين منهم لإيجاد عناوين بديلة داخل المدينة.
|