Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

( الجزيرة ) تواكب الأحداث ( الجزيرة ) تواكب الأحداث
نشطاء السلام الدوليون تحت مرمى نيران الاحتلال
الإسرائيلي.. معتقلون ومحتجزون ومهددون بالترحيل

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
لا تزال السلطات الإسرائيلية تعتقل مصممة ال غرافيكا الأمريكية، (آن بيتر 44 عاماً)، منذ يوم الأربعاء الموافق 23 / 6 / 2004 في معتقل مطار اللد اليهودي، حيث تنوي السلطات طردها من اسرائيل، كونها تريد الالتقاء بفنانين إسرائيليين وفلسطينيين لتنظيم مسيرة من أجل السلام..
وقد استطاعت محامية إسرائيلية، تدعى (ياعيل باردا ) الحصول على أمر منع مؤقت يمنع طردها من الدولة العبرية.. وكانت مصممة ال غرافيكا الأمريكية اعتقلت بعد وصولها مباشرة وتم التحقيق معها لمدة عشر ساعات، وفي نهاية التحقيق تم إصدار أمر طرد ضدها.. وقد قامت منظمات السلام الإسرائيلية بالاستعانة بالمحكمة لمنع طردها، ولم يتم بعد تعيين تاريخ للبت في القضية، حيث تقبع الفنانة الأمريكية حالياً في معتقل المطار اليهودي..
وتقول مصممة ال غرافيكا الأمريكية: كيف تستطيع فنانة تصميم قصيرة القامة ومريضة بالربو أن تشكل خطراً على أمن إسرائيل.. ؟!!!! أشعر الآن بما يشعر به الفلسطينيون.. لقد قدمت إلى هنا بسبب قلقي على أصدقائي من الطرفين، والنهوض بالسلام ويعاملونني كإرهابية..
وكانت مصممة ال غرافيكا الأمريكية، قالت لمحققيها: إن بنيتها البقاء في إسرائيل مدة أسبوعين والالتقاء بفنانين إسرائيليين وفلسطينيين، ومن ثم المشاركة في مسيرة سلام تنظمها حركة التضامن الدولية ISM على طول الجدار الفاصل..
وقالت المحامية الاسرائيلية، (ياعيل باردا ): إنه حسب القانون فإن قرار منع أشخاص من دخول إسرائيل هو بيد وزير الداخلية، ولكن وزير الداخلية الإسرائيلي، أبراهام بوراز، من شينوي العلماني الذي يظهر وكأنه يعمل من أجل حقوق الناس، تحول إلى ختم في يد رجال الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، الذي يعمل من منطلق سياسي وليس أمني في مثل هذه الحالات.. إنهم يصدرون أوامر طرد بالجملة ضد أناس محبين للسلام ولا يشكلون خطراً على أمن إسرائيل، بل كونهم يهددون بالكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال والاضطهاد الإسرائيلي..
وقالت كتلة السلام الآن في الدولة العبرية، في بيان تعرضه الجزيرة: في كل عام يصل إلى اسرائيل العشرات من اليهود العنصريين من الولايات المتحدة، الذين يهبطون في المطار، ومن هناك يسافرون إلى أكثر المستوطنات تطرفاً، ويبدأون بأعمال عنف ضد السكان الفلسطينيين، وحتى ضد الجنود ورجال الشرطة، ولا أحد يوقفهم.. في إسرائيل 2004 أوامر الطرد محفوظة لناشطي السلام وحقوق الإنسان الذين يريدون النهوض بمستقبل أفضل للجميع في هذه المنطقة..
جندي أمريكي ترك الخدمة وتخلى عن جنسيته، جاء إلى فلسطين ؛ يُضرب عن الطعام في سجن يهودي..
وفي سياق متصل، بالاعتداءات الاسرائيلية على نشطاء السلام الدوليين، ينتظر أن تبت المحكمة المركزية في تل أبيب، في الاستئناف الذي قدمته المحامية الإسرائيلية (ياعيل باردا)، ضد النية لطرد (كين أوكيف) ناشط السلام الأمريكي (الذي تخلى عن جنسيته الأمريكية)، من إسرائيل.. وكان ناشط السلام الأمريكي اعتقل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية في يوم الأربعاء الموافق 23 يونيو - حزيران الجاري، إلى جانب مستوطنة دوغيت اليهودية، شمال قطاع غزة، حين حاول المرور إلى قطاع غزة سيراً عبر شاطئ البحر..
وكان الناشط (كين أوكيف) أعلن منذ اعتقاله وحبسه في السجن الصحراوي بالنقب، الإضراب عن الطعام احتجاجاً على قيام السلطات الإسرائيلية باعتقاله ومحاولة ترحيله إلى خارج اسرائيل..
وكان الناشط (أوكيف)، منسق حملة الدروع البشرية للدفاع عن العراق، عشية الغزو الأمريكي، قد اعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولته الدخول إلى قطاع غزة، بهدف اللقاء مع ممثلي الفصائل الفلسطينية، من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لمناقشة خطته الهادفة إلى تعبئة عشرة آلاف مواطن من مختلف دول الغرب للقدوم إلى المناطق المحتلة كقوة حماية للشعب الفلسطيني في مسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل السلمية.
ومن المعروف أن الناشط (أوكيف) كان جندياً في سلاح مشاة البحرية الأمريكي (المارينز) وقد ترك الخدمة وتخلى عن جنسيته الأمريكية احتجاجاً على السياسات الاستعمارية للولايات المتحدة وحروبها ضد أفغانستان والعراق.. ومن المتوقع أن يمثل الناشط (أوكيف) خلال أيام أمام محكمة عسكرية إسرائيلية للبت في أمر إبعاده؛ حيث تدعي سلطات الاحتلال أنه يشكل تهديداً لأمن وسلامة إسرائيل بسبب إعلانه إسرائيل دولة إرهابية، وسعيه إلى اللقاء مع قادة الفصائل الفلسطينية..
وقال ممثل ل (منظمة عشرة آلاف إلى فلسطين) التي تنظم الحملة: إن الناشط (أوكيف) في حالة حرجة بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام في سجن النقب الصحراوي اليهودي. وقال الناشط، (أوكيف) من مكان اعتقاله: أريد أن التقي بكل من أريد متى أشاء.. لا يعني أن ألتقي بأحد أنني أؤيد فكرته، ولكني أعمل من أجل السلام والعدل في المنطقة، وإسرائيل لا تريد أن أعمل في هذا المجال.. إسرائيل تقول إنها تريد الأمن، ولكنها على أرض الواقع مستمرة في سياسة نهب الأراضي الفلسطينية وقتل الفلسطينيين..
سياسة القتل وتدمير المنازل التي تتبعها اسرائيل، تفتقر لأية مبررات قانونية أو أخلاقية..
إلى ذلك، أكد عضو مجلس العموم البريطاني (غريسين بلانت)، بعد زيارة ميدانية لمدينة رفح المنكوبة، جنوب قطاع غزة، أن سياسة القتل وتدمير المنازل التي تتبعها اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة تفتقر لأية مبررات قانونية أو أخلاقية..
وقال عضو مجلس العموم البريطاني،: إن هذه الممارسات تفتك في نهاية الأمر بروح وهوية أي مجتمع من المجتمعات وتؤدي إلى تدميره.. مؤكداً أنه رأى بأم عينه هو ووفد ضم ممثلين عن عدد من الأحزاب البريطانية الرئيسية آثار الدمار والخراب الهائل الذي أحدثته قوات الاحتلال في مدينة رفح ومخيماتها، مشيراً إلى أنه كاد يدفع حياته هو وبقيه أعضاء الوفد، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار فوق رؤوس أعضاء الوفد البرلماني البريطاني، ومنعتهم من الاطلاع أكثر على آثار الدمار..
وذكر عضو مجلس العموم البريطاني في تصريح صحافي، تعرضه الجزيرة، أن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت في قطاع غزة خلال شهر مارس - أيار الماضي فقط أكثر من مائة وأربعة فلسطينيين، ودمرت مئات المنازل، دون أن يثير ذلك اهتمام أو انتباه الرأي العام الدولي بالمقارنة مع ما أثاره مقتل داعية السلام البريطاني (توم هارندال)، والمصور التلفزيوني البريطاني (جيمس ميللر) على أيدي القوات الاسرائيلية منذ نحو عام في مخيم يبنا بمدينة رفح الفلسطينية.. كلمة (إرهابيين) لدى التلفزيونات البريطانية، هي حكر على الفلسطينيين.. !!! وكان الأكاديمي البريطاني البارز، البروفسور (كريغ فيلو)، رئيس وحدة الإعلام في جامعة (غلاسكو) باسكتلندا، قال مؤخرا: إنّ من الخطأ تقديم تقارير صحافية عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، خالية من إشارات إلى الحقائق الأساسية ؛ موضحا: أنّ التغطية التلفزيوينة البريطانية للأحداث في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل مليئة بالفجوات، حتى أنّ بعض جمهورها يظن (أن الفلسطينيين هم من يحتل أرضاً إسرائيلية)، أو (أنهم لاجئون قدموا من أفغانستان ).. !!
وأصدر البروفسور (كريغ فيلو) كتاباً بعنوان (أخبار سيّئة من إسرائيل)، سلّط فيه الأضواء على تأثير اللوبي اليهودي في الإعلام البريطاني المرئي، مشيراً إلى أنّ القنوات البريطانية تفرد لمؤيّدي إسرائيل أضعافاً من الوقت الذي تفسحه لمؤيدي وجهة النظر الفلسطينية.. خصوصاً في البرامج الإخبارية والسياسية.. مضيفا: انّ الأخبار التلفزيونية البريطانية لا تقول شيئاً تقريباً عن تاريخ أو جذور الصراع، ما أدّى إلى جهل كثيرٍ من البريطانيين بأن الفلسطينيين يرزحون منذ 35 عاماً تحت احتلال إسرائيلي تمّ بقوّة السلاح، وأنّ ملايين الفلسطينيين قد طردوا من بيوتهم حين أسست دولة إسرائيل عام 1948، موضحاً: أن كلمة (إرهابيين) هي لدى التلفزيونات البريطانية حكر على الفلسطينيين، بينما يوصف الإسرائيليون الذين يقومون بأعمال مماثلة ب (المتطرّفين ).. !!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved