* الخرطوم - الدوحة - الوكالات:
فضّل وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في زيارة نادرة يقوم بها مسؤول أمريكي للسودان لغة التهديد والوعيد في مخاطبة حكومة الخرطوم إذا لم تستجب لشروط بلاده لتسوية الأزمة في إقليم دارفور، وتزامنت مع هذه الزيارة زيارة أخرى لأمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان الذي يرافق باول في جولة لهما في إقليم دارفور.
وكان عنان الذي وصل الخرطوم أمس قد طالب الحكومة السودانية بتسهيل دخول المساعدة الإنسانية إلى دارفور كما طالبها بمنع عناصر الميليشيات من مهاجمة المدنيين.
ويتوجه عنان في الثاني من تموز- يوليو الى تشاد الدولة المجاورة للسودان التي لجأ اليها حوالي مئة ألف شخص فروا من المعارك الدائرة في دارفور.
ولدى وصوله إلى الخرطوم مساء الثلاثاء هدد وزير الخارجية الأمريكي السودان بإجراء لم يحدده من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إذا أخفق في قمع ميليشيا عربية زعم أن تصرفاتها تقترب من الإبادة الجماعية ضد القرويين الأفارقة في منطقة دارفور.
وقدم باول لحكومة الخرطوم ثلاثة مطالب هي السيطرة على الميليشيا العربية الموالية للحكومة والمتهمة بتنظيم عمليات قتل جماعية في دارفور، والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل في دارفور والبدء بمفاوضات مع حركتي التمرد في تلك المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إنه إذا لم نر تقدماً في هذه المجالات الثلاثة، فإن الأسرة الدولية يمكن أن تضطر للنظر في مبادرات أخرى من بينها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال باول الذي عرض صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية لقرى فر منها سكانها تحت ضغط هجمات الميليشيا الموالية لحكومة الخرطوم، إن محادثاته مع إسماعيل كانت صريحة ومباشرة ولا مواربة فيها.
وترفض الحكومة السودانية اتهامات بأنها تساند ميليشيا الجنجويد وتقلل من حدة ما يقول مسؤول أمريكي إنها أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً.
وقال إسماعيل نعتقد أنه لا توجد مجاعة أو أوبئة لكن ذلك لا يعني أنه لا توجد مشكلة تحتاج لمعالجة.
ووعد باتخاذ سلسلة من الإجراءات قبل انتهاء زيارة باول الذي توجّه في وقت لاحق إلى دارفور للاطلاع على بعض مخيمات اللاجئين يرافقه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وقال إسماعيل إنه يأمل في أن يمكن الاتفاق أثناء زيارة باول على كيفية إدارة الأزمة الأمنية والإنسانية في المنطقة.
ويزعم محللون أن الجيش السوداني يتعاون مع الجنجويد لكن الميليشيا لا تخضع بشكل كامل لسيطرته، وموارد الحكومة محدودة لفرض القانون والنظام في دارفور.وباول هو أكبر مسؤول أمريكي يزور السودان منذ توقف قصير قام به وزير الخارجية الأسبق سايروس فانس في 1978م.
وأكد باول أن أزمة دارفور تهدد تحسن العلاقات بين واشنطن والخرطوم الذي سمح به التقدم في عملية السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين.
وقال نشهد كارثة لدينا وقت كافٍ فيما بعد لنجد الوصف الدقيق لذلك لكن الآن علينا أن نتحرك.
وتزامن وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى الخرطوم مع إعلان الرئيس السوداني عمر البشير إلغاء كل الإجراءات الإدارية والجمركية التي تستهدف قوافل العون الإنساني والعاملين فيها ومنشآت التنمية والقائمين عليها.
وأكد البشير في خطاب في ذكرى وصوله إلى السلطة في 1989 التزام الدولة تقديم أقصى ما تسمح به مواردها في هذا المجال وسد العجز بالتعاون مع المنظمات الدولية والمعنيين ومضاعفة الجهد الإداري والفني والأمني لتعميم وصول العون قبل موسم الأمطار.
وهجر مليون من سكان دارفور منازلهم في الأشهر الثمانية عشر الماضية بسبب الصراع في المنطقة القاحلة بين الجنجويد والحكومة من ناحية وجماعتين للمتمردين تقولان إنهما تعملان على حماية القرويين.
وتسابق منظمات الإغاثة الزمن لتوصيل الأغذية والأدوية إلى المخيمات قبل موسم الأمطار الوشيك الذي سيعزل أجزاء واسعة من المنطقة.
|