* تقرير وتصوير - قبلان الحزيمي :
انتشرت حشرة حفار النخيل في عدد كبير من مزارع النخيل بوادي الدواسر وهي حشرة متعددة الأطوار يتراوح طولها في الحشرة الكاملة بين 2.5 و5 سنتيمترات ، لونها العام بني داكن لامع يميل إلى السواد ، واليرقة قد يصل طولها إلى 6سم ولونها سمني مقوس ، وقد تصاعدت شكاوى المزارعين الذين لم تسعفهم الإمكانيات الضعيفة جداً لمديرية الزراعة والتي اكتفت بالقول : (لا علاج له لدينا) موجهة المزارعين إلى ضرورة شراء علاج مكافحة هذه الحشرة من مؤسسات الزراعة والأسمدة وبأسعار باهظة تفوق إمكانيات الكثير من الفلاحين الذين يقومون برش نخيلهم بطرق بدائية وغير علمية .
الجزيرة وقفت على انتشار هذه الحشرة في الميدان ، ووجدنا هذه الحشرة تهاجم قلب النخلة وتقرض القمم النامية بها بالإضافة إلى الجريد الغض الطري وقرض قاعدة عذوق الثمار ، مما يسبب ذبول الثمار وجفافها.. كما وجدنا أن الحشرة قد انتشرت بشكل كبير ومدمر في العديد من المزارع خاصة شرق المحافظة.
وقد تحدث ل(الجزيرة) عدد من المزارعين في حقولهم حيث التقينا المزارع عيد بن عايض آل خريص وقال : لاحظت ذبول عدد من النخيل الصغيرة والتي تمثل أفضل وأندر أنواع النخيل في مزرعتي والتي تقدر بحوالي 200 نخلة ، فقمت فوراً بمراجعة قسم الوقاية في مديرية الزراعة فكانت المفاجئة غير المتوقعة وهو عدم وجود علاج لهذه الحشرة في المديرية منذ عدة سنوات ، إذن فما الحل فهي حشرة خطيرة تقضي على النخلة وثمارها خلال فترة وجيزة لا تتعدى الأيام المحسوبة على أصابع اليد الواحدة ، فتوجهت إلى إحدى مؤسسات بيع أسمدة وعلاج الآفات الزراعية واشتريت الدواء الذي أرشدني اليه الفنيون بالمديرية ، ثم اضطررت مرة أخرى لشراء أداة رش هذا المبيد ولا أعلم هل طريقتي صحيحة في رش هذه الآفة أم لا ، المهم أنني حاولت بكل جهدي مكافحتها.
ويضيف المزارع جازع بن شلعان الشرافي بقوله المشكلة الكبرى أن هذه الآفة ليست في مزرعة أو اثنتين أو ثلاث فيقضى عليها ، فهي منتشرة في الكثير من المزارع فقد يقوم بعض المزارعين بالرش على حسابهم الخاص بينما تجد هذه الحشرة مكانها الآمن في المزارع التي لا يستطيع أصحابها شراء المبيد ورش مزارعهم ، فتبقى المشكلة بل وتتفاقم خطورتها مع مرور الأيام وهنا يأتي دور مديرية الزراعة في مسح ورش كامل لجميع مزارع المحافظة المصابة منها للعلاج وغير المصابة للوقاية ، إلا أن ما يظهر للجميع هو الإمكانيات الضعيفة جداً لقسم الوقاية رغم محاولاتهم المستميتة بتقديم أي خدمة للمزارعين دون فائدة ، وخير دليل على ذلك هو عدم وجود علاج للقضاء على هذه الحشرة.
وشاركه الرأي المزارع مبارك بن سويد الدوسري الذي طالب بضرورة تدخل سريع من وزارة الزراعة للنظر في أوجه القصور وقلة الإمكانيات في قسم الوقاية الزراعية في محافظة تتربع على مساحة أكثر من 200.000 كلم2 تنتج أهم مقومات الغذاء العالمي وهي التمور.
كما أكد أحد المهندسين الزراعيين أن حشرة حفار النخيل هذه تقوم بتمزيق أنسجة الجذع عند خروجها فتترك خلفها ثقوباً تشجع على إصابة النخلة بالحشرات الأخرى وأخطرها سوسة النخيل الحمراء ، مما يؤكد خطورة هذه الحشرة ووجوب القضاء عليها في مراحلها الأولى عند حدوث الإصابة.
وقد علمت (الجزيرة) أن علاج حفار النخيل لا وجود له في مديرية الزراعة بوادي الدواسر منذ حوالي ثلاث سنوات ولا وجود للمصائد الضوئية التي قد تساهم في الحد من هذه الآفة ، كما أن القسم المكافح يقوم حقيقة بعمليات رش للمزارع ولكن غير ذات جدوى لأن المواد الكيميائية التي يقوم برشها غير فاعلة وغير مخصصة للقضاء على هذه الحشرة.
وقد كانت (الجزيرة) قد حذرت وأكدت ضعف الإمكانيات في قسم الوقاية بمديرية الزراعة بوادي الدواسر في عددها رقم 11513 الصادر يوم 16 من شهر صفر من العام الجاري 1425هـ وكان من نتاج التساهل بهذا الضعف تفشي مثل هذه الحشرة في مزارع المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية ، ناهيك عن أفاعيل حشرة السوسة الحمراء في بعض المزارع وما تسببه حشرة الأكاروس (أبو غبير) في تدمير ثمار النخيل في مزارع أخرى.
|