جاء صدور القرار الملكي الكريم رقم (9) وتاريخ 12 - 1- 1421هـ، والقاضي بإنشاء الهيئة العليا للسياحة انطلاقاً من حرص حكومتنا على قطاع السياحة على اعتبار انه رافد من روافد الاقتصاد الوطني ومجال لخلق فرص وظيفية ومناخ استثماري خصب، وقطاع السياحة يشكل في بعض الدول أكثر من 20% من إجمالي الناتج المحلي، وبناءً على ما سبق وعلى كثير من المميزات التي لا يتسع المجال لذكرها كان القرار بإنشاء هذه الهيئة وبعد هذا وذاك ما هو دور هيئة السياحة ؟؟؟
سؤال بسيط يحمل مضامين كبيرة، وإذا تصفحنا موقع الهيئة العليا للسياحة- تجده على هذا الرابط - http://www. sct. gov. sa نجد استراتيجية كاملة للنهوض بالسياحة في المملكة بدءاً من نشأة الهيئة وأهميتها مروراً بالرؤية والمهمة والدور والأهداف والسؤال المطروح أعلاه يتعلق بدور الهيئة ستجد الإجابة عليه في الموقع وهي كالتالي: (تحفيز نمو السياحة الوطنية باعتبارها قطاعاً منتجاً اقتصادياً وإيجابياً اجتماعياً وثقافياً وبيئيا. وذلك من خلال تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وتحفيز الدعم المؤسسي لصناعة السياحة، والقطاعات والنشاطات المساندة لها في المملكة العربية السعودية). انتهت الإجابة !!!
حقيقة إجابة بسيطة تحمل في مضمونها تحديات كبيرة ومن وجهة نظري الشخصية فإني أثق في هذه الهيئة ممثلة في رجالاتها في مواجهة هذه التحديات ولكني أعود إلى السؤال السابق وهو المهم، ما هو دور هيئة السياحة ؟؟؟ سؤال يعترض قطاعاً كبيراً من الناس أعيد صياغته بصورة مبسطة (ماذا يريد السائح من الهيئة)؟؟
السائح يريد كل ما من شأنه إثراء رحلته السياحية بالذكريات الجميلة والبرامج المفيدة.
لو تتبعنا النشاطات التي قامت بها مناطق المملكة بإنشاء لجان تنشيط سياحي بدأت تلك اللجان بالإعلان عن مهرجانات التنشيط وما تبع ذلك من عروض تسويقية وهذا وإن كان مهماً ولكنه بعيد عن استراتيجية الهيئة الرامية إلى تطوير السياحة تطويراً شاملاً ومن وجهة نظري أن هناك أولويات يجب البدء بها حتى تسير السياحة وفق ما خططت لها الدولة ولي ملاحظات أرجو من المسؤولين في الهيئة أخذها بعين الاعتبار وهي:
توفر السكن للسائح ، فلا يمكن القبول بسياحة بدون توفر السكن وإذا توفر السكن هل يستوفي الشروط من حيث السعر والخدمات ؟؟
إذا استثنينا الفنادق التي تخضع لنظام رقابي دولي (أقصد الفنادق التي تقيمها شركات معروفة) فإن باقي الفنادق لا تخضع لرقابة على مستوى ما تقدمه من خدمات (نوعية الأثاث، مستوى النظافة. . . الخ)
وأركز هنا على الشقق المفروشة لأن معظم سياح الداخل ودول الخليج يفضلها من حيث مناسبتها لنمط حياته فإنها لا تخضع لنظام رقابي- أو هذا ما تراءى لي- ثم أن معظم هذه الشقق لا توفر موقفاً للسيارات وليس لها نظام حجز أي انك تصل المدينة الوجهة وأنت لا تدري هل ستجد مأوى أم لا؟ وبعد ذلك تتنازل عن شروطك وتقبل بالأمر الواقع.
كيف يمكن للسائح تكوين ذكريات جميلة إذا بدأت رحلته السياحية بالسكن في حديقة عامة أو على الكورنيش ؟!!
بالنسبة لي وكثير ممن أعرف لم أتوجه في يوم من الأيام لبلد داخل المملكة وقد حصلت على ضمان بأنني سأجد مسكناً عندما أصل رغم كثرتها وإذا وفقك الله وحصلت على واحدة فإنها لا توافق الحد الأدنى من الشروط الواجب تنفيذها.
أما المتنزهات التجارية فليس أقل من أنها -رغم التزاحم عليها- لا تعطيك قدر ما تدفع والمتنزهات الطبيعية كالشفاء والردف في الطائف وبعض متنزهات عسير لا يوجد رقابة على مرتاديها حيث إنها كل عام تنحدر من حيث النظافة وسلامة المرافق ولك أن تتخيل سائحاً يعود بذكريات من وحي الردف بحالته الراهنة.
والحديث يطول ولا يتسع المجال للسرد، وإنني أرجو من هيئتنا الموقرة والتي ذكر من ضمن أهدافها ما يلي:
* تطوير وتطبيق أنظمة إدارة بيئية.
* تطوير معايير وأنظمة مراقبة وضمان الجودة لخدمات السياحة ومنتجاتها. * تحسين مستوى تقديم الخدمات السياحية وتعزيز إطار عملها وتنظيمها.
* يجب أن تكون الأهداف السالفة هي الأولى في التطبيق قبل عمل المهرجانات وملء صفحات الجرائد والمجلات بالدعاية لها.
| 
"الرأي"