بكل شفافية وتجرد نقول إن تجربة الحكم الاجنبي التي تم تطبيقها مؤخراً كانت ناجحة وبشكل لافت، وربما يكون من ابرز ايجابيات تلك التجربة اننا خرجنا بموسم هادىء خالٍ من المهاترات الموسمية التي تعودنا عليها في الماضي بأسباب الاخطاء التحكيمية المتكررة مما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ تلك الخطوة كإجراء سريع لسد فجوة الخلاف السنوية، وبما أننا من هواة الحلول السريعة أجدني أتساءل عن مثل هذه الحلول الوقتية وعما اذا كانت تلك الخطوة هي كل ما نحتاج إليه لحل مشكلة الحكام وأخطائهم المتكررة؟، ومع اننا نثمن نجاح تلك التجربة الا ان ذلك النجاح لا يمنع ان نقول اننا من خلال تلك الخطوة (المسكن) قد ألغينا بناء سنين من الخبرة والطموح للحكم السعودي رغم علمنا اننا لم نكن بحاجة إلى تلك التجربة لو اننا اجتهدنا في توفير الحد الادنى من احتياجات الحكام السعوديين، ومن المفارقات الغريبة ان يظل الحكم السعودي يكافح ركضاً في الملاعب مقابل (حفنة) من الريالات بذريعة قلة الامكانات في مقابل الآلاف من الدولارات التي تقدم وبشكل فوري للقادمين من الخارج والتي قد تصل الى ما يعادل مكافأة حكامنا من حملة الشارة الدولية مجتمعين طوال الموسم في النهاية اجد ان الحكم السعودي ظلم كثيراً عندما وضع في مقارنة غير عادلة مع الحكم الاجنبي وتجربته فيما يخص الظروف والامكانات والتسهيلات الموفرة للطرفين فضلاً عما يلقاه (ربعنا) من مصاعب قبل واثناء وبعد المباريات وما يتخللها من (الحشات) والتهكمات والتي لم تسعفنا شجاعتنا لاستعراضها امام الحكام الاجانب لاسباب يعرفها الكثير من المتابعين، وبما ان الشيء بالشيء يذكر فان الاخطاء الموسمية لم تقتصر على الحكام ولجنتهم فقط بل تعدتهم الى اللجان الاخرى ولكن ربما يكون الفرق بأن أخطاء الآخرين يجد لها اصحابها اكثر من مخرج واكثر من تبرير وهذا ليس بمتاح للحكام او لجنتهم، ولو اخذنا تجربة الحكام بشمولية لوجدنا ان ما ينطبق على الحكام واخطائهم ينطبق على اخطاء الآخرين ولا يقل فداحة وتأثيراً على مسيرة الدوري تنظيماً وتطبيقاً للانظمة، فهل يا ترى سنرى اكثر من خبير دولي يشارك بفعالية في تسيير امور تلك اللجان ورفع مستواها في القريب العاجل، سؤال لا املك له اجابة، ولكن ايضا لا أرى سبباً في عدم تطبيقه بعيداً عن ازدواجية المعايير.
** فواصل
لم يكن الخروج الهلالي مستغرباً او مفاجأة بالنسبة إلى كثيرين عطفا على ما قدمه هذا الفريق طوال الموسم، مع ان هناك من تمسك بأطراف الامل في ان يحقق الهلال المعجزة في لبنان وينتصر على نفسه وظروفه كما عودنا في مواقف سابقة ولكن مع الاسف لم يتحقق المأمول نظراً لفقده الكثير مما تميز به هلال الماضي (الموهبة، الروح، الاخلاص)، مع اعتزازنا بما تبقى له من أدوات النجاح والمتمثلة في اعضاء شرفه المميزين وجماهيره المخلصين وكلاهما (شرهٌ) على البطولات التي ألفتهم وألفوها عبر التاريخ وهاتان القوتان هما العون بعد الله في استعادة الزعيم لبريقه في القريب العاجل.
لن ادعي المثالية واقول انني صدمت او دهشت من مشاهدة (كلبات) الرفس والركل العربي لان تلك المناظر ببساطة اصبحت من مستلزمات الدورات العربية البائسة، فلا يمكن ان نتخيل بطولة عربية دون تلك المشاهد ودون عثمان السعد ومساعديه. في الحقيقة هذا العنف يعبر بشكل واضح عن عمق التخلف المتأصل والمزمن في كرتنا العربية، وربما تكون تلك المشاهد المليئة بالحيوية والنشاط رداً على استنكار البعض على عدم نجاح احدى الدول العربية المرشحة لاستضافة بطولة العالم رغم كل المحاولات المستميتة لكسب ود تلك البطولة التي لا تعني لطالبيها اكثر من حدث (مريح) يجلب الكثير من المكاسب المادية. التجارب الماضية اثبتت الفشل الذريع لتلك التجمعات في تحقيق اهدافها التي لا يندرج من ضمنها بالطبع (تصويبات) نانسي الخطيرة أو (عرضيات) مي الحريري المربكة، عموماً لا حياة لمن تنادي في ظل استمرار المجاملات وغياب العقاب الرادع لمثل تلك التجاوزات.
من خلال مداخلة الزميل سلطان المهوس في برنامج رياضة نت الذي تقدمه القناة الاخبارية بحرفية مميزة استشفيت ان دوري الدرجة الاولى يواجه الكثير من الصعوبات الفنية والمادية مما جعل الاعلام المقروء يتجاهل الكثير من احداث ذلك الدوري ومبارياته لتلك الاسباب، وبما أن الاخ سلطان من المتابعين لذلك الشأن وممن يكتبون فيه بتميز أجدني اتساءل عن الحكمة من وراء زيادة فرق الدرجة الاولى ودوافعه اذا كان (دوريها) بتلك العاهات المستعصية، نستثني المستفيدين من ذلك القرار عن الإجابة.
يقال من اراد الشهرة فليهاجم النصر عنوان فيه الكثير من التجني على الشهرة نفسها والتي حتماً لن ينالها الطامحون من خلال النصر بالذات، خاصة ونحن نسمع ونشاهد زهد كتابه في تلك الشهرة رغم انهم اولى (بلحم) شهرتهم من غيرهم، ومن اجل ذلك نجد ان بوصلة واقعيتهم اخذتهم للاتجاه (الصحيح) والاهم لنيل الشهرة التي لن تتحقق الا عبر بوابة الهلال، وانطلاقاً من ذلك المنطق نتابع بشكل مستمر تركيز هؤلاء على كل ما يخص الشأن الهلالي مع ان ناديهم احوج ما يكون لتلك (الشخبطة) بعد ان هجرته البطولات بشتى انواعها.
|