الشباب يدار بطريقة احترافية صرفة من القاعدة حتى الفريق الأول في تنظيم وأسلوب تسلسلي يستحق ان يحتذى به لمن أراد محاكاة التطور الرياضي ومواكبة عصر الاحتراف فالشباب اختار لنفسه بعد عصر الاحتراف ان يكون شباباً على طول فهناك سياسة متبعة يسير عليه مسيري الليث فالنجم أي نجم حتى وان كان نجماً بارزاً في خارطة الكرة السعودية مطلوب منه عطاء لفترة معينة تتراوح بين الست وثماني سنوات بعدها يباع عقده لمن يخطب وده وفي بعض الحالات يباع النجم بعد عطاء أربع إلى خمس سنوات إذا أتاه عرض مغرٍ وهناك البديل الذي يسد الخانة والفراغ الذي سيخلفه من شباب النادي يطلق سراح هذا النجم دون تحفظ ويصعد القادم من القاعدة ليبرز نفسه ويثبت وجوده وهكذا فالمتتبع للشباب منذ عام 93 وما بعد يلاحظ ان الشباب تغير جلده ثلاث مرات من جيل سعيد والمهلل وفؤاد والداود والرزقان وغيرهم ومن ثم جيل الواكد ومرزوق والكلثم والخثران والشيحان والسبيعي... إلى هذا الجيل الشاب الفاخر الذي حقق بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لعام 2004م بقيادة أصغر كابتن في تاريخ كأس دوري خادم الحرمين يحمل الكأس ومما يلاحظ انه في ظرف (11) سنة فقط تغيرت تشكيلة الفريق الرئيسية ثلاث مرات وبقي الفريق محافظاً على رتمه ومستمراً في تحقيق البطولات وان أتت بعض الفترات يخفت نجمه قليلا بحكم التغير الذي يطرأ على أعمدته الرئيسية من فترة لأخرى وفي طبيعة الحال واجهت هذه السياسة الكثير من النقد والهجوم من طرق عدة إلا ان إدارة سمو الأمير خالد بن سعد وقفت بصلابة وشجاعة ولم تهزها بعض الاخفاقات التي تكون متنفساً لبعض الذين عارضوا تلك السياسة لبث نقدهم القاسي والجارح في بعض الحالات ضد إدارة سموه الا ان الأمير خالد بن سعد كان يتكئ على دعم كبار رجال الشباب الذين أيدوا وساندوا ودعموا تلك السياسة يأتي على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان الظهر القوي والحصن المنيع والرجل الكريم الشهم الذي احتضن استيعابه من المعارضين وكان الدرع الحامي للشباب بعد الله من المتطاولين والمتصيدين لعثراته المنتظرين للفرصة المناسبة حتى ينقضوا عليه لهدم ما بني تحت شعار الخوف على اندثار الشباب ولكن غريزة العاشق الصادق لسمو الأمير خالد بن سلطان ورفعة قدره ومهابته كانت هي الصحن المنيع الذي تكسرت تحته كل محاولات النيل من الليث البطل الذي نراه اليوم بطلا لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد طول غياب.
الاتفاق قبل الإنفاق
هذا الموسم الأسود لن تسقط صفحته من تاريخ الهلال ولن ينساه انصار الزعيم والمنافسين وسيظل هذا الموسم صفحة سوداء ووصمة عار منطبعة للأبد عند تصفح تاريخ الهلال في القادم من السنين لا جدال في ذلك ولكن يمكن ان يتم الانطلاق منه لبناء هلال مختلف عما شاهدنا من هلال (1425).
لذا نقول لمن يعنيهم الشأن الهلالي إذا كان هناك إرادة وعزم وعمل سيعمل لاعادة الهلال إلى مداره الذي خرج عنه هذا الموسم عليهم أولاً ان يتفقوا على سياسة معينة قبل الشروع في تنفيذ مشروع عودة الهلال إلى مداره ووضع الخطوط العريضة لهذا الغرض ويتفق عليها جميع أطياف البيت الهلالي.
بمعنى يجب ان تطرح على طاولة النقاش أسئلة وأجوبة عن الكيفية التي سيتم من خلالها البدء في تدشين خطة العمل مثلاً هل المطلوب بناء فريق جديد مختلف عن هذا الفريق كلياً؟ أو البناء على هذا الفريق بتثبيت بعض اللاعبين وتسريح البعض الآخر؟ أم هل سيكون البناء بشراء وتجميع لاعبين من أندية أخرى لتكوين فريق بديل؟ أم سيتم تصعيد لاعبي الفريق الأولمبي والشباب لضخ دماء جديدة في شرايين الفريق الأول؟ أم سيكون العمل والبناء خليطاً من ذلك كله!؟ لذا يجب ان تحدد خطة العمل والبناء قبل البدء في تنفيذ أي مشروع أو أفكار فالمطلوب في رأينا لاعادة الهلال إلى سابق عهده ليس الفزعات والهبة العاطفية التي ما تلبث أن تزول عند أول انتصار أو عند تحقيق أي بطولة, المطلوب خطة عمل واضحة المعالم محددة الأهداف والزمن التي تحتاجها هذه الخطة لتنفيذها على الوجه الأكمل وتعلن قبل البدء بتدشينها بكامل تفاصيلها بشكل واضح ولا لبس فيها عبر وسائل الاعلام حتى يكون المتلقي والمتابع للشأن الهلالي على علم ودراية بما يقام به من عمل حتى يتم البناء بأقل درجة من الضغوط والانتقادات والتدخلات من هذا أو ذاك كي يتم سير العمل وفق استراتيجية واضحة المعالم مقتنع بها الجميع أو على الأقل موافق عليها الأغلبية فهذه المرحلة في تاريخ الهلال هي أصعب وأحرج مرحلة يمر بها الهلال طوال تاريخه وتهدد بشكل جدي اندثاره ولا تحتمل النزاعات والفرقة والتناحر بين أبناء البيت الواحد, فهل ستيم العمل وفق استراتيجية علمية وعملية متفق عليها مسبقاً بعيدة عن العواطف والفزعات؟ أم تكون العاطفة هي المتحكم والمسير لاتجاهات رجال الزعيم ويكون (الحب الذي قتل) أم يكون رجال الزعيم أذكى وأفطن من أن يقعوا في مثل هذا الفخ والمطب المميت للهلال؟
البلوي أشعل روح الغيرة
على جميع من يهمز ويلمز نحو الاستاذ منصور البلوي بضياع فلوسه التي سخرها لخدمة عميد أندية الوطن ان يترفعوا عن ذلك فالرجل يخدم وطنه من خلال ناديه فلو كل نادٍ يملك رجلاً بمواصفات البلوي لكانت أنديتنا تحاكي الفرق العالمية فمنصور البلوي عندما اقتحم ساحة المنافسة الرياضية بين الأندية لم يخالف نظاماً بل حرك المياه الراكدة وفجر روح المنافسة في استقطاب اللاعبين وحرك شعور الغيرة والمواطنة عند الكثير من رجال المال والأعمال لدعم الحركة الرياضية واشعل روح المنافسة عند أعضاء شرف الأندية لجلب لاعبين لأنديتهم كما يفعل هو لناديه العميد الذي أمسى في عهده فريق الأحلام والمال والشهرة وأصبح محور جذب للنجوم, هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فماذا عسى ان يقول من يفكر ان يقتحم الساحة الرياضية حين يرى البلوي رغم ما يدفعه من حر ماله بسخاء وكرم منقطع النظير دون ان يجبره أحد على ذلك يدفعه إلى هذا الفعل روح المواطنة في دعم النشاط الرياضي وعشقه لناديه ويتعرض بعد كل هذا العطاء السخي لأقسى عبارات التهكم والنكران للجميل كما من يزرع في أرض غير صالحة أرض جرداء لاينفع معها الزرع وان حصد فإنه يحصد الشوك بدل الشكر والتقدير نظير دعمه للحركة الرياضية السعودية من خلال عميد أنديتها فهل أجواء وسطنا الرياضي والاعلامي أصبحت لاتشجع على جذب رجال المال والأعمال والفكر لدعم الحركة الرياضية بسبب ما يتعرض له من يدعمون عند خسارة مباراة أو بطولة أو فشل صفقة ماء من تهكم وتندر من قاصر أو عديم إحساس على ضياع فلوس الداعم على (مافيش) حسب رأي عديمي الفهم والاحساس بروح المواطنة!؟
على الطاير
- بعد أقل من 48 ساعة من خسارة النهائي في صفقة من العيار الثقيل يدق البلوي جرس إنذار ويعلن عن بدء التحركات مع نهاية الموسم وليس مع بدايته بجلب النجوم للعميد هكذا فكر رجال الأعمال لا وقت هناك يضيعه تُطوى صفح وتُفتح أخرى لذا من المتوقع لا بل من المؤكد ستضع تحركات البلوي تحت مجهر الاعلاميين خلال الفترة القادمة لتصيد جديده والانفراد به كسبق صحفي.
- لست مع من يقول ان هذا اللاعب يناسب أسلوبه هذا الفريق ولا يناسب ذاك الفريق فالموهبة برأيي هي المقياس لذا أتوقع ان يلاقي انتقال القهوجي للاتحاد النجاح إذا وجد الجو الذي من خلاله يستطيع ان يفجر طاقاته ومواهبه الكروية البديعة؟
- آخر تقليعة تكهمية مطالبة ذلك العضو المستقيل بأن يدفع ثمن صوره التي تظهر باستمرار على صفحات الجرائد كثمن للشهرة التي حظي بها من جراء عمله (التطوعي) في ذلك النادي!!
- يتساءل الكثير أين نصيب ناديه من هذه الأفكار التطويرية ولماذا لم يساعد هذا الفكر التطويري في انتشال فريقه المتدهور منذ أمد!!؟؟
- دائماً وأبداً يثبت حسين العلي أنه اللاعب المظلوم رقم واحد في ملاعبنا.
الخاتمة
كل ما دقيت في أرض وتد.... من ردات الحظ وافتني حصاة.
|