فإذا كان قد بدأ يبرز ضمن حقائق تكشفت، عن الأكاذيب السياسية، التي جعلوها مبرراً لغزو العراق، ومن ثَمَّ ركوب مطية الارهاب، الذي يطلق عليه ما يقال عن الانجليزي: بأنه يقتل القتيل ويمشي في جنازته! وما يقال عن الفرد ينطبق على الكل في المجتمع الغربي، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أخباره بأنهم يأتون المسلمين خلف ثمانين غاية.. تتغير المسميات والهدف واحد، هو المساس بدين الاسلام، الذي به قوام الأمة، ومتى ضعف في قلوب أبنائه سهل على العدو النفاذ بين صفوفهم، وانتزعت المهابة من قلوبهم نحو الاسلام.
ولا مخرج ولا منجا إلا بالحماسة الاسلامية: قولاً ودعوة وتطبيقاً.. كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومتى ابتغينا العز بغيره أذلنا الله). يقول سبحانه:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} (44) سورة الزخرف، وفي حديث سابق انبت عن مؤتمر (كولورادو) التبشيري المنعقد بأمريكا عام 1978م، بأنهم اجتمعوا بزعامتهم وتخطيطاتهم لتنصير جميع المسلمين في العالم، وأقاموا معهد زويمر بكاليفورنيا لهذا الغرض، ورصدوا دفعة واحدة ألف مليون دولار، ثم ما يبرز من معلومات عن فتح كنائس في مدن اسلامية كل سكانها مسلمون، كما جاء في حديث للدكتور السميط في مجلة الدعوة بأن مدينة كينية بها سبع كنائس كل سكانها مسلمون، وأن 525 مليون شخص متفرغون للعمل الكنسي البروتستانتي، وأن دخل الكنيسة في شمال أوروبا وأمريكا 200 بليون دولار أمريكي.
ولهم في افريقيا وحدها 3400 محطة اذاعية وتلفازية، لتشويه مكانة الاسلام والدعوة للنصرانية، بل ان الطفح يبرز من ألسنتهم، ويصدق على (كونداليزارايس) ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي هريرة رضي الله عنه:(صدقك وهو كذوب).. وتلك في مغالطة حاولت بها عدم اثارة المسلمين عندما وصف المسلمين بالشيطان، أحد الجنرالات في الادارة الأمريكية ويدعى:(وليم بوكين) في مؤتمر صحفي كبير، جاء من كلامه: إن المسلمين لا يعبدون إلهاً حقيقيا، بل وثناً - على حد تعبيره - وأنهم يسعون لتدمير أمريكا لأنها دولة مسيحية.. ولئن لاقي كلامه ترحيباً ضمنياً - على تعبير مجلة الفرقان الكويتية العدد 271- من وزير الدفاع الأمريكي (رامسفيلد) فإن (رايس) قالت لشبكةلا(إيه.بي.سي): إن الارهابيين مجموعة من سفاكي الدماء، ليس لهم صلة بالاسلام، وأن الاسلام دين عظيم، وكل المسلمين والمنصفين في العالم، يوافقونها على هذا الرأي.. لكن مَنْ هم المنفذون؟. حيث ثبت لدى الدكتور (توماس)، عدم وجود عربي واحد على متن الطائرة التي ضربت (البنتاجون)، ولعل ما برز من أقوال أيام الحادث، تشير بأصابع الاتهام لليهود الذين لم يحضر منهم أحد للعمل ذلك اليوم وبما أقاموه من احتفال ليلة الحادث.
إنهم يريدون أن يجعلوا الاسلام كبش الفداء، ويلبسوا أبناءه كل عمل هم منه براء، ليغطي ذلك اعلامهم المزيف، ولا نبرئ الساحة من وجود الشواذ؛ لأن لكل قاعدة شواذها، ممن تمرّد على تعاليم الاسلام، فهو ليس بالادعاء، ولا بالاسم والانتماء، وإنما هو تعليمات سامية، وتطبيقات مصدقة من الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.. ومع كل جهودهم لإطفاء نور الله، فإن الإسلام يزداد امتداداً في ديار الغرب، ليس على مستوى الافراد، بل الجماعات، الذين يدخلونه بالعشرات والمئات مرة واحدة؛ لأنه دين الله الذي يخاطب القلوب، وترتاح اليه النفوس، فهذه اسرائيل يصيبها الفزع، لانتشار الاسلام بين اليهوديات، فقد نشرت مجلة الهداية الهندية بالعدد 3 أن الموساد - جهاز مخابرات العدو الإسرائيلي - أكد في تقرير نشرته صحيفة معاريف أن نسبة كبيرة من اليهود، دخلوا الاسلام ومعظمهم من النساء، وقد دخلن الاسلام طواعية، وحُباً فيه بعدما وجدن في الإسلام الدين الرحيم بكل البشرية، نساء ورجالاً، وأوضح رجال الموساد الاسرائيلي من خلال متابعتهم لأحوال المسلمات الجدد، أن المرأة اليهودية التي تدخل الاسلام، سرعان ما تجذب زوجها وأولادها.
وقد عمل ضباط المخابرات اليهودية - في جمع المعلومات - التخفي في صورة صحفيين، وقاموا بعمل استطلاع رأي لجميع النساء اللاتي دخلن الإسلام حديثاً، لمعرفة السبب وراء الاقبال على الإسلام، وكانت النتيجة من وجهة نظر رجال الموساد أن المسلمات الجدد، في الإسلام، وجدن حقوقاً أكثر للمرأة، وأن الإسلام يمنحها حرية كاملة، ويحافظ على حقوقها في كل زمان ومكان، وهذا عكس ما تروج له وسائل الاعلام الصهيونية التي تتهم الاسلام بأنه يقلل من وضع المرأة مقارنة بالرجل.
واعترفت المسلمات الجدد، بأنهن وجدن حقوقهن وحريتهن.. ورداً على الأكاذيب التي تروجها بعض الأقلام في موضوع الحجاب، وأنه يقلل من جمال المرأة، أكدت المسلمات الجدد في اسرائيل أنهن وجدن في الحجاب راحة نفسية لا حدود لها، حيث يوفر الحجاب قدسية خاصة لجسد المرأة يجعلها هي تحافظ عليه، وتؤكدن أنه لا يوجد في الحياة شيء يصون جسد المرأة، إلا إذا كانت ترتدي زياً متحشماً، وهو الأمر الذي يقدمه الحجاب للمرأة المسلمة.
وقد أكدت العديد من التقارير الأوروبية أيضا انتشار الاسلام بين الأوروبيين مما يقلق القادة الأوروبيين، وقد سجل احد التقارير الفرنسية دخول خمسين ألف فرنسي في الإسلام خلال السنوات الثلاث السابقة (ص15).. فالظالمون يعملون ويفسدون، والله يقول:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}، لكن هل يطبقون ما يريدون فرضه على المسلمين باسم حقوق الإنسان، حرية الديانة، حرية الفكر، حرية المرأة، وغير هذا من شعارات تتبدل بين وقت وآخر، حسب الأهواء؛ لأنها من وضع البشر على أنفسهم؟ الواقع يثبت عكس ذلك كقضية الحجاب في فرنسا وغيرها، ونخشى على هؤلاء المسلمين والمسلمات من كيدهم.. نموذج ذلك ما حصل للقسيس (فقادو) الذي كان من أشهر قساوس اثيوبيا، والذي خدم الكنيسة كثيراً بنشاطه وأعماله، فأراد الله له أن يكون مسلماً، فدخل الإسلام على يديه، وبعد أن تسمى محمد سعيد، قرى بأكملها، فحاربته الكنيسة ولاحقه رجالها، مما اضطره إلى الهجرة لمكة المكرمة، ناجياً باسلامه وأهله ومتعلماً لدينه، فأرسلوا خلفه فتاة حسناء تدعي أنها طردها أهلها بعدما اسلمت، فتزوجها بعدما وصلت جدة، ولكنها قد جلبت له (الإيدز) ولزوجته الأولى لأنها مرسلة لهذا الغرض، فمات وماتت زوجته ثم هربت تلك الفتاة.
من آراء الحكماء:
* ذكر صاحب كتاب المستطرف (الأبشيهي) أنه لما مات بعض الخلفاء، اختلفت الروم، واجتمعت ملوكها، فقالوا: الآن يشتغل المسلون بعضهم ببعض، فتمكننا الغرّة منهم، والوثبة عليهم، وعقدوا لذلك المشورات، وترجعوا فيه بالمناظرات، وأجمعوا على أنه فرصة الدهر.
وكان رجل منهم ذا عقل ومعرفة، غائباً عنهم، فقالوا: من الحزم عرض الرأي عليه، فلما أخبروه بما أجمعوا عليه، قال: لا أرى ذلك صواباً، فسألوه عن علّة ذلك، فقال: في غد سوف أخبركم.
فلما أصبحوا أتوا إليه، وقالوا: لقد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم، بالرأي فيما عوّلنا عليه، فقال: سمعاً وطاعة، وأمر باحضار كلبين عظيمين، كان قد أعدّهما، ثم حرّش بينهما، وحرّض كل واحد منهما على الآخر، فتواثباً وتهارشا، حتى سالت دماؤهما.
فلما بلغا الغاية فيما بينهما، فتح باب بيت عنده، وأرسل على الكلبين ذئباً، كان قد أعدّه لذلك، فلما أبصراه تركا ما كان بينهما من عراك، وتآلفت قلوبهما ووثبا جميعاً على الذئب فقتلاه.
فأقبل الرجل على أهل الجمع، فقال: مثلكم مع المسلمين، مثل هذا الذئب مع الكلاب، لا يزال الهرج بين المسلمين، ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم، وتآلفوا على العدو.
فاستحسنوا رأيه، واستوعبوا مقالته، واتبعوا مشورته (ص1).
* وجاء في مجمع الأمثال عن حكومة الضب: أنهم زعموا أرنبة التقطت ثمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان الى الضب، فقالت الأرنبة: يا أبا الحسل. قال: سميعا دعوت، قالت: أتيناك نختصم، قال: عادلاً حكّمتم، قالت: فاخرج الينا، قال: في بيته يؤتى الحكم، قالت: إني وجدت ثمرة. قال: حلوة فكليها. قالت: فاختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير، قالت: فلطمته. قال: بحقك أخذتِ. قالت: فلطمني. قال: حرّ انتصر. قالت: فاقضِ بيننا. قال: قد قضيت. (17:2).
|