الحزبية في الدعوة إلى الله لا ريب أنها معيقة للدعوة وقاتلة لطموح الداعية، بل هي مفرقة لشمل الدعاة ومبعثرة لجهودهم، وللحزبية في الدعوة إلى الله صور كالتحزب والتعصب لداعية بعينه فلا حق إلا ما قاله ذلكم الداعية ولا نجاح إلا ما رسمه ذلكم الداعية، بل أذكر ان أحدهم قد وصل به الغلو في شيخه أنه قال ذات يوم إن الشيخ فلان لا يخطئ فلما بُين له خطأ ذلك أبى واستكبر وأصر على رأيه وبعد سنوات تغيرت رؤى شيخه فسمعته يقول (فلان تغيَّر) - لاحظ أن فلاناً مجردة دون لقب الشيخ - فلما ذكَّرته بمقولته قبل سنوات عن الشيخ ذاته وغلوه فيه آنذاك ومقولته هذه وخطورة نتاج ذلك الغلو وان الحق أحق ان يتبع آثر السكوت على الحديث وفرَّ كما يفر السهم من الرمية!!.
ومن صور الحزبية معاداة الآخرين الذين يسيرون مع الداعية في ركب الدعوة وتصيد أخطائهم وتضخيمها ومحاولة وضع العراقيل لهم في طريق الدعوة بل قد يصل الأمر إلى الحيلولة دون وصول دعوتهم إلى الناس!!!، وإن تعجب فعجب فعلهم!!، هل وصلت بأولئك القوم الحزبية ان يبددوا جهودهم للنيْل من بعضهم البعض؟!!، لِمَ تركوا الهدف الأسمى وهو الدعوة إلى الله؟!، أليس هذا هو الهدف النفيس لإبليس - أعاذنا الله منه -؟!، أليسوا يدعون إلى عبادة الله الواحد الأحد، والاقتداء بسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم، أليسوا ورثة الأنبياء والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لم يورثوا الحزبية بل ورثوا العلم والعمل والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!، كيف لأولئك الحزبيين ان يكونوا رحمة للعالمين؟!، بحزبيتهم مع الأسف صاروا نقمة على العالمين!!، هب ان شاباً لديه مقومات الداعية ومتطلبات الدعوة إلى الله كيف له ان ينخرط في سلك الدعوة وهو في خضم تلكم الفرقة والحزبية والتشرذم؟!، نعم لدينا علماء ودعاة لا يعرفون الحزبية وهم كُثر ولله الحمد والمنة، لكن تساؤلي الآنف الذكر عمن لم يوفق فنشأ في أجواء الحزبية المقيتة؟!.
على الدعاة وكلنا نحن المسلمين دعاة إلى الله لكن النداء هنا خصصت به الدعاة ليكونوا يداً واحدة حتى لا يتفرقوا فيفشلوا فتذهب ريحهم والعياذ بالله.
لذا على الدعاة ان يتقوا الله في الدعوة إلى الله وخصوصاً في شباب الدعوة وان يربوهم على ما كان عليه قدوة الدعاة محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان أبعد الناس عن الحزبية، بل هو الأسرع إلى دفنها في مهدها والسيرة حافلة بذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد!!
|