* الجزيرة - خاص:
أكد د. عبدالله بن محمد الزهراني رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الباحة، أنه لا صحة لمخاوف بعض الآباء والأمهات من تعارض دراسة أبنائهم بالمدارس، والجامعات مع انتظامهم بحلقات، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، ولاسيما خلال فترة الاختبارات، مشيراً أن التجارب تؤكد أن الانتظام في حلقات التحفيظ يعد من أسباب التفوق في جميع مراحل التعليم العام والجامعي.
وأضاف في حديث ل(الجزيرة) أن أحدث الدراسات تشير إلى أن أكثر من 98% من الطلاب المنتظمين في حلقات التحفيظ لا يشتكون من وجود أدنى تعارض مع دراساتهم بالمدارس والجامعات، وأن أكثر من 30% منهم كان الحفظ سبباً في تفوقهم الدراسي، ونفس الشيء بالنسبة للطالبات في مدارس التحفيظ، والدور النسائية، ولا ريب أن في هذا بيان قاطع، وواضح جلي على أن حفظ القرآن، والالتحاق بحلقات التحفيظ لا يتعارض مع التحصيل الدراسي ردٌ وافٍ شافٍ على أقاويل المرجفين يدعونا إلى أن تبرز مثل هذه الحقائق من قبل المعلمين، وخطباء المساجد، ورجال الإعلام لدحض الشائعات والأقاويل التي تسعى لتثبيط الهمم تجاه الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، فالعلاقة بين حفظ القرآن الكريم، والتفوق العلمي واضحة كالشمس في وضح النهار لأن جميع العلوم الدنيوية والأخروية موجودة أصلاً في القرآن الكريم، وكما قال الشاعر:
جميع العلم في القرآن لكن
تقاصر عنه أفهام الرجال |
وحول الصفات التي يجب توافرها في معلم القرآن الكريم الناجح.. أكد د. الزهراني أن من أهم الصفات التي يجب توفرها في معلم القرآن الناجح أن يكون حافظاً متقناً وعالماً بالعلوم الشرعية، ومتخلقاً بالأخلاق الفاضلة، وله دور في إصلاح المجتمع، وخبيراً في أساليب التدريس ملماً بعلوم القرآن والتفسير، وله علم بالمناهج التدريسية.
ورداً على ما تتعرض له الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من آن لآخر لحملات يشنها أعداء الإسلام بدعوى أنها تكرس للغلو والتطرف الديني، بهدف تعطيل دور هذه الجمعيات في خدمة القرآن الكريم وإشاعة حفظه.. قال د. الزهراني القرآن قد ضمن الله حفظه، حيث يقول تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقد انتهز بعض أعداء المسلمين بعض الأعمال السيئة من المنتمين إلى الإسلام لشن حملة شعواء على الجمعيات الخيرية أمر ليس بجديد، ولكن الجديد فقط تغيير الأسلوب وعلى مسؤولي الجمعيات أن لا يتركوا هذه الحملات تحقق أهدافها الخبيثة، ولابد من الرد عليها من خلال تنظيم اللقاءات في القنوات الفضائية والإذاعية والصحف والمجلات، ونشر بعض الكتيبات التي تتضمن الأجوبة على الأسئلة التي يشكك بها ضعاف النفوس، واستضافة المحاضرين والمفكرين لتبادل الآراء في هذه الصدد، والاستفادة من آرائهم وأن ينشر بعض منها، والاستفادة من جميع وسائل الاتصال الحديثة في ذلك، وأمام المسلمين في هذا العصر فرص عظيمة لنشر كتابه الكريم باستخدام الآليات، والتقنيات الحديثة، ولدى الجمعيات الخيرية الإمكانيات الكافية للمساهمة في هذا المجال، ومما لاشك فيه أن الإنترنت على سبيل المثال يستقطب عدداً كبيراً من الشباب، والواجب على الجمعيات تدشين مواقع شاملة تقدم من خلالها كل المعلومات عن الجمعية، والقرآن وعلومه وأن تكون مواقع داخلية تشرف عليها الجمعية كمواقع لتحفيظ القرآن الكريم حفظاً وتلاوة، وعلى جميع الجمعيات المبادرة بسد حاجة الشباب في هذا الجانب.
وحول سبل الاستفادة من خريجي الجمعيات في علاج القضايا الاجتماعية.. أكد د. الزهراني أن المجتمع استفاد بالفعل من خريجي هذه الجمعيات على مستوى جميع مناطق المملكة في مواقع كثيرة، ومنها علاج بعض السلوكيات الاجتماعية الخاطئة، وبالإمكان أن تساهم الجمعيات في معالجة بعض القضايا من خلال إقامة علاقة قوية بين أهالي الحلقة، ومعلم الحلقة ومشرف الحلقة، ووضع خطة لعلاج هذه القضايا الاجتماعية بعد الدراسة مع المختصين في هذا المضمار.
واختتم رئيس الجمعية الخيرية للتحفيظ بالباحة تصريحاته بحث الآباء، والأمهات لدفع أبنائهم، وبناتهم لحلقات، ومدارس التحفيظ منذ الصغر، مؤكداً أن التجربة أثبتت أن الحفظ في سن مبكر أرسخ جزئياً، أو كلياً يكون سهلاً فهماً أوقد عقلاً، وأقل شغلاً في هذه السن.
|