Friday 9th July,200411607العددالجمعة 21 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

« الجزيرة » طرحت السؤال على أكاديميات وداعيات وتربويات « الجزيرة » طرحت السؤال على أكاديميات وداعيات وتربويات
كيف يمكن تأصيل الدور النسوي في الدعوة إلى الله؟!
مرجعية الشؤون الإسلامية للداعيات تنقذهن من الاجتهادات الفردية

* الجزيرة - خاص:
مع تزايد البرامج الدعوية في أوساط النساء بواسطة داعيات مؤهلات بصورة غير مسبوقة، واتساع نطاق هذه البرامج داخل المؤسسات التعليمية والخيرية والأهلية، ونجاحها في تحقيق نتائج طيِّبة في مرحلة البدايات، يتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة حول كيفية تعظيم الاستفادة من هذه البرامج وتفعيل دور المرأة الداعية في هذا الميدان تدريجياً وتأصيل الدور الدعوي النسوي، والمعوقات التي تعرقل جهود المرأة الداعية إن وجدت.
(الجزيرة) طرحت هذه التساؤلات على عدد من الداعيات والأكاديميات والتربويات فكان هذا التحقيق:
******
ملتقيات دعوية
في البداية تقول د. أفراح بنت علي الحميضي مديرة عام إرشاد وتوجيه الطالبات بوزارة التربية والتعليم، إن تفعيل دور المرأة الداعية وتوسيع نطاق البرامج الدعوية النسوية بهدف تأصيلها وتحقيق الأهداف والغايات المرجوة منها يتطلب إقامة ملتقيات نسائية في جميع مناطق المملكة وتنظيمها والإشراف عليها من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومن خلال هذه الملتقيات يمكن إقامة دورات شرعية مكثفة لتوعية النساء بأمور دينهن، كذلك تنظيم دورات تأهيلية لمن ترغب في ممارسة العمل الدعوي تناقش أمور العقيدة والعبادة والأخلاق وغيرها من الأمور التي لا غنى عنها في مجال الدعوة إلى الله.
وتضيف د. الحميضي، ولا شك أن ثمة معوقات تحول دون فاعلية البرامج الدعوية النسائية وتعوق عمل المرأة الداعية وهذه المعوقات تحتاج إلى تضافر الجهود للتغلب عليها والتعريف بأهمية العمل الدعوي النسوي ومنح بعض التسهيلات والامتيازات للمرأة الداعية، حيث إن كثيراً من الداعيات يعانين من عدم موافقة جهاز العمل على خروجهن للدعوة أثناء عملهن، كذلك عدم توافر مرجعية لهن يرجعن إليها في كل ما قد يجد من مسائل وأمور، والداعيات بحاجة ماسة إلى مرجعية وزارة الشؤون الإسلامية لتنظيم الدعوة ورفع مستوى الداعيات، كذلك فإن المعاهد العلمية والمؤسسات الأكاديمية يمكن أن تساهم بدور كبير في توجيه المرأة الداعية وتزويدها بما يساعدها على أداء الرسالة الدعوية على أكمل وجه.
سلاح العلم
من جانبها تؤكِّد د. مريم الحوشاني أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن أنجح الطرق لتفعيل دور المرأة الداعية هو تسليحها بالعلم الشرعي وتعليمها الطرق الصحيحة للدعوة إلى الله، من حيث الاتزان والانضباط بعيداً عن الحماس غير المنضبط بالشرع، كذلك توعية المجتمع بأهمية دور المرأة الداعية وأنه لا يقل أهمية عن دور الرجل، مما يجعل المجتمع يتقبلها كداعية ويستجيب لرسالتها الدعوية، لكن تبقى رغبة المرأة الداعية نفسها وإخلاصها في الدعوة هي الأساس لتفعيل دورها، وامتلاك القدرة على مخاطبة جميع نساء المجتمع باختلاف أعمارهن وثقافتهن.
وتضيف الحوشاني، أنه لا بد أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتنظيم ودعم البرامج الدعوية بين النساء والإشراف عليها لتأخذ طابعاً رسمياً، يحد من احتمالات الاجتهادات الفردية غير المنضبطة بالشرع، ويؤهل المرأة الداعية عن طريق المحاضرات أو الندوات، كذلك دعم برامج تربية النشء على الدعوة وأنها واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروطها الشرعية، ولا يقتصر هذا الدور على البيت فقط، بل يجب أن تساهم فيه المدرسة، وأن تضمن المناهج الدراسية دروساً في بيان وجوب الدعوة إلى الله ووسائلها وأساليبها مع ضرب الأمثلة من سير الصحابيات الداعيات.
مسؤولية ذاتية
أما الأستاذة نائلة بنت محمد السلفي مديرة القسم النسائي بمكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي النسيم بالرياض فتقول على كل امرأة داعية تتطلع لنيل ثواب الدعوة إلى الله وتأصيل الدور الدعوي النسوي ألا تبالي بعثرات الطريق ولا تأبه بالصعاب التي قد تواجهها، بل تبذل جهدها راضية سعيدة.
فمن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
فتأصيل الدور الدعوي النسوي يتطلب بالأساس من كل داعية امرأة إخلاص النية وامتلاك العلم الشرعي وتجنب مواطن الخلاف من الشبهات والبدء بالأهم فالمهم وكظم الغيظ ومخاطبة الناس على قدر فهمهم، دون تبسيط مخل أو تعقيد منفر، والحلم مع المدعوات، والرفق عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على ضوء معرفتها برسالتها.
وتضيف الداعية نائلة أنه يمكن ترسيخ وتأصيل الدور النسوي الدعوي من خلال تنظيم اللقاءات الأسرية الدعوية المبنية على العقيدة الصحيحة الخالية من الشوائب وتقديم الندوات البسيطة والمسابقات العلمية الدينية ومنح الجوائز بطريقة شيقة ومسلية بعيداً عن الاستهزاء أو النقد الجارح، وتنظيم لقاءات مع الداعيات المتميزات، وكذلك العمل على رفع الكفاية العلمية للمرأة الداعية من خلال دورات تدريبية في مختلف العلوم الشرعية.
تواصل مطلوب
من ناحيتها تقول الأستاذة أمل بنت فهد الجليل المعيدة بقسم الدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إذا أردنا تفعيل دور المرأة فلا بد من السعي لحصر أسماء الأخوات المشاركات في النشاطات الدعوية على حسب مواقعهن (منهن الإدارية - المحاضرة - الفنية) بهدف التواصل معهن من خلال إقامة بعض الملتقيات الدعوية على مستوى المدينة أو المنطقة ويتم في هذا الملتقى توجيه كلمة توجيهية من قبل بعض العلماء الأفاضل، كما تؤخذ آراء الأخوات وملاحظاتهن ومقترحاتهن لتطوير وتفعيل الدعوة في الأوساط النسائية، كما أن هذا اللقاء سيسهم في تبادل الاقتراحات والخبرات، كما يمكن توزيع بعض الاستبانات التي تهدف لمعرفة واقع الداعية والمعوقات التي تواجههن وسبل علاجها.
كما يمكن التواصل معهن عن طريق البريد الإلكتروني أو البريد العادي لمتابعتهن وتقديم الاستشارة النافعة التي تنهض بجهودهن الدعوية، لأن الملاحظ أن الجهود في هذه المرحلة يغلب عليها طابع الفردية والارتجالية دون أي تنظيم لما يبذل من جهود دعوية لتحقيق غايات كبرى بعيدة المدى.
وتضيف الأستاذة الجليل: يجدر بالأخت الداعية التي تصدرت الدعوة إلى الله أن تحرص أشد الحرص على تربية ذاتها وإعدادها الإعداد الذي يليق بامرأة تحمل أمانة عجزت الأرض والجبال عن حملها، ذلك من خلال التحاقها ببعض الدروس العلمية، مع اختيار مجموعة منتقاة من الكتب في مجال العقيدة والشريعة والأخلاق، وكذلك بعض الكتابات في موضوعات نفسية وتربوية لتعينها على أداء رسالتها الدعوية بالأسلوب والوسيلة المناسبين وفي الوقت المناسب مع الفئة المعنية (الأطفال - الناشئة - الراشدين) لاستمالتهم وإقناعهم، وليكن، للداعية صحبة طيبة تعينها وتشد من أزرها، حتى إذا ما أعياها المسير وقفت في محطة الأخوة تتزوَّد بالنصائح والتوجيهات التي تعلي من همتها وتشعرها بأنها ليست وحيدة في هذا الطريق الشائك.
كذلك يجب أن تحرص الداعية على تقديم صور المسؤولية الحقيقية المناطة بكل امرأة حسب موقعها (أم - أخت - زوجة)، ولتبيّن لها أن كونها مثلاً أماً لا يعني التشريف لها ورفعة المكانة والمطالبة بأداء الواجبات التي لها فقط، بل عليها أولاً أداء الواجبات التي عليها، وأن تحرص على إصلاح أهل بيتها من خلال الحرص على تعليمهم أمور دينهم وتبيِّن لهم الشُّبه التي تُثار على المسلمين لتشكيكهم في دينهم وإضعاف انتمائهم لأمتهم، ولتغرس في نفوسهم حب الإسلام والاعتزاز به ورفض الانصهار في ثقافة الآخر، كما عليها الحرص على حضور الفعاليات الثقافية للاستفادة منها والإفادة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved