Friday 9th July,200411607العددالجمعة 21 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

صاحب الدعاء المستجاب صاحب الدعاء المستجاب
علي بن شايع النفيسة / مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رب اشعث اغبر مرفوع بالاجواء لو أقسم على الله لأبره)، اذاً المهم الجوهر، كما يدل لذلك الحديث الآخر الذي يخبر به النبي أن الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى اعمالكم والى قلوبكم. ما أكثر من يغتر بهيئته وهيبته ولكنه لا يساوي عند الله جناح بعوضه, أما الآخر صاحب الحظ الوافر فهو ذلك الرجل الذي لا يراه الناس شيئاً لما يفتقده من هيئة وهيبة وهو عند الله محبوب مقرب لو طلب من الله شيئاً لحققه له لما يعلم الله من حقيقته الصادقة.
ربما أعرف ويعرف بعض القراء الكرام من هو على هذه الشاكلة انه جدير بالاحترام والتقدير ولو استبعده الكثيرون ولم يعبئوا به، مع التنبيه الى ان الله جميل يحب الجمال ويحب ان يرى اثر نعمته على عبده، فهي ليست دعوة للتقشف والتصوف, ولكنها حقيقة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ليكون الاقرب الى قلوبنا الاكثر قرباً من الله، علماً ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في حديث آخر ان الله اذا احب عبداً جعل له القبول في الأرض.. والله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
وفي حديث آخر ان العبد مايزال يتقرب الى الله بالنوافل حتى يحبه، ومن نتائج حب الله له ان الله يعيذه اذا استعاذ به ويعطيه اذا سأله ويغفر له ان استغفره.. وكل هذه جوانب استجابة للدعاء وإن كان العبد أشعث أغبر مرفوع بالابواب، اي لا يتمتع بمظهر يجعل الناس تحترمه وتقدمه لكنه يتمتع بالصفاء الداخلي الذي لم يعكره كبر ولا غطرسة ولا خيلاء.
ما أجمل ان يتغلب الإنسان على أهواء نفسه ويقهرها ليكون هدفه دائماً هو مرضاة لله سبحانه وتعالى في علاقته بالآخرين وتعامله مع المستضعفين فهنا تكمن قوة الايمان ومجاهدة النفس وحقيقة التدين.
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام من الحديث حول صاحب الدعاء المستجاب التحذير من دعوة الضعفاء المظلومين فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان دعوة المظلوم يرفها الله فوق الغمام ويقسم بعزه وجلاله لينصرنها ولو بعد حين، وفي حديث معاذ رضي الله عنه لما بعثه الى اليمن قال له (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) ولنا في قصة البرامكة عبرة وعظة، فقد سادوا في جزء من عصر الدولة العباسية حتى قيل إنهم طلوا قصورهم بالفضة ولكنهم ظلموا فسلط الله عليهم من أذلهم وسجنهم حتى قال الابن لأبيه وهم في السجن متسائلاً كيف حصل لنا هذا الذل بعد العز؟.. فقال الأب لابنه كلمات يخلدها التاريخ قال: (يا بني لعلها دعوة مظلوم سرت في ليلة ظلماء غفلنا عنها).
أسأل الله للجميع دعاءً مستجاباً ومغفرة منقية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved