يعد البحث العلمي ركيزة أساسية من ركائز المعرفة الإنسانية في ميادين الحياة كافة بل أضحى أحد مقاييس الرقي والحضارة في العالم، فمن خلال البحث العلمي يستطيع الإنسان اكتشاف المجهول وتسخيره لصالح المجتمع بما يحقق التنمية والازدهار في مجالات الحياة كافة فمن خلال البحث العلمي يمكن امتلاك التقنية والمعرفة باعتبارها الأداة الفعالة لتحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة من خلال تحقيق التنمية والتقدم.
ولئن كان البحث العلمي يشكل عنصراً مهماً وشرطاً ضرورياً لتقدم أي مجتمع، فإن الحاجة له تبدو أكثر إلحاحاً في عالمنا الإسلامي، سيما مع التقدم الهائل للعلوم والتقنية الذي يشهده العالم المعاصر مما يحتم على الدول الإسلامية مزيداً من الاهتمام بالبحث العلمي وتطوير آلياته في ظل الحاجات المتزايدة للتنمية في عصر المعلوماتية والاتصالات.
فعلى الرغم من أن واقع البحث العلمي في البلدان الإسلامية لم يرق إلى المستوى المطلوب، وعلى الرغم مما يعانيه من مشكلات ذات أوجه متعددة ومصادر متنوعة، بيد أن هناك جهوداً حثيثة تبذل في سبيل نشر الوعي المعرفي وتطوير البحث العلمي بما يحقق أهداف التنمية الشاملة.
وليس أدل على ذلك من تزايد عدد الجامعات العربية ومراكز الأبحاث والدراسات، وتضافر الجهود لتحقيق التعاون والتنسيق والتكامل بين الدول الإسلامية لتطوير البحث العلمي.
ويبقى الأمل معقوداً بشباب الأمة وباحثيها لتحقيق الدور الفاعل والمهم للبحث العلمي في توفير الأسس العلمية لتحقيق النهضة الشاملة في مجالاتها المختلفة، وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع، بما يحقق متطلبات التنمية الشاملة على أسس علمية مدروسة قادرة على مواجهة تحديات الألفية الجديدة.
وهنا نتساءل عن واقع البحث العلمي وآفاقه المستقبلية، في خضم الكم الهائل من الإنجازات العلمية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يشهدها العالم في مواجهة التحديات، ولمواكبة معطيات العولمة؟
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |