تابعت باهتمام بالغ قضية الطالب المبتعث إلى أمريكا (سامي الحصين) ومصدر اهتمامي بالقضية يعود إلى أن معظم التهم التي وجهت إلى سامي كانت تنطبق تماما علي حينما كنت أدرس في أمريكا.
فلقد اتهم الحصين بتحويل مبالغ مالية إلى المؤسسات الإسلامية في أمريكا وهذا ما فعلته فلقد تبرعت لتلك المؤسسات الإسلامية نظرا لكونها تزاول أنشطتها الخيرية بطريقة قانونية تماما كما كانت تفعل المؤسسات الخيرية الأمريكية التي كانت تتحفني برسائل عديدة تدعوني إلى التبرع، بل إنه حينما يحدث وتعقد المنظمة الإسلامية في شمال أمريكا (ISNA) مؤتمرها الموسمي فإنه يحضر إلى هذا المؤتمر عمدة المدينة ومندوب عن الرئيس (بوش).
لقد اتهم الحصين بتمرير الرسائل التي كانت ترد إليه الى أشخاص آخرين وهذا ما كنت أفعله فلقد قمت بتمرير الرسائل التي كانت تدعو إلى التبرع لمسلمي أمريكا إلى مجموعة من الإخوة ممن يستطيعون التبرع.
لقد اتهم الحصين بأنه كان يقوم بعمل تطوعي ينافي السبب الذي قدم من أجله وهو الدراسة وهذا شيء يثير السخرية فإن طلب الفيزا للدخول إلى أمريكا يتضمن بنودا توضح الأعمال التي يحظر على الدارس أو الزائر ممارستها ولم تتضمن تلك البنود بندا يمنع العمل التطوعي في أمريكا ولقد قمنا ببعض الأعمال التطوعية في الجامعات التي درسنا فيها دون أن يتبادر إلى أذهاننا بأن ما نقوم به عمل غير قانوني.
لقد آلمني حقا التهويل الذي ابتدعته وسائل الإعلام الأمريكية عن سامي الحصين باعتباره (إرهابي سعودي) كذلك استفزتني كمواطن سعودي الطريقة التي تم فيها إلقاء القبض على الحصين وكأنه مجرم خطير قد هدد المدينة بأكملها.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ما حدث لسامي الحصين سوف يحدث لطالب سعودي آخر بحيث يضيع عليه أكثر من سنة بين السجون والمحاكم؟
وإذا كان الطلاب السعوديون قد أصبحوا مراقبين من قبل الأجهزة الحكومية بحيث إنهم يعاقبون على أي نشاط اعتيادي يزاوله طالب أجنبي يدرس في أمريكا فلماذا لا تقوم السفارة الأمريكية في المملكة بتصميم قائمة إضافية بالمحظورات لكي لا يقوم طالب سعودي آخر بعمل شيء محظور قانونيا عن حسن نية؟
والسؤال الأخير موجه إلى وزارة التعليم العالي: إذا كان الطلاب السعوديون يوصمون بالإرهاب حينما يزاولون نشاطا عاديا فهل ستستمر البعثات الدراسية إلى أمريكا؟... والله الموفق.
ضاري بن عبدالعزيز الوهيّب
0504477641 |