بعد تقديم تقرير مهم عن أداء الشركة خاصة - المالية - والتقاعد - والحصانة - رحب بي رئيس الشركة ودعاني إلى مكتبه الكبير وسط احتفاء كبير وهيبة، هذا الرئيس: (ذكي وقوي الشخصية)، وكل شيء يريده تحت سمعه وبصره، لكنه يحمي نفسه وأقرباءه ويتظاهر بالعدل والتدين والبساطة حينما رأيت هذا منه ورأيت ميله للعدل والنزاهة وحب الخير ودوام الحال بعدل وأمانة حتى على نفسه وحياته قدمت له تقريراً دون طلب منه، بينت فيه له حالته بتفسير إداري ومالي جيدين وبينت له: أن الناس وإن سكتوا فهم يدركون حقيقة واقعه وحياته حتى الخاصة منها، حينما سافر للنزهة بعيداً عن: وطنه، بينت له واقعه ومآله حينما يتحرر القلم وينطلق الصامت، قال لي:
*****
- وما أدراك عن هذا..؟
- قلت علمت أشياء أخرى لم أذكرها.
- وما تلك؟
قالها بتخوف وهو يتظاهر بالارتياح.
- عدم العدل على الحقيقة.
- ثم ماذا..؟
- يشعر كثير من الناس: أنك تعيش للحياة ودوام الحياة وتقريب ذوي المصالح ورصيدك ومن حولك كيف جلبته مهما كنت رئيساً للشركة.
- أنت والله صريح قد تذهب بسبب ذلك،
- لا يهم.. فأنا أمام عادل كريم.
- لا.. لا: فأنت في أمان تام،
- قربني زيادة ثم دفعني إلى مساعد فرع الشركة في (.. بلد آخر ..) لأكون مساعداً لمديرها (البيوقراطي) وهو قريب له علماً أنه لا يعين إلا القريب فقط في (الأعمال العليا) رحب بي: (مدير الشركة) بعد مرور شهور معدودة تبين لي أن (رئيس الشركة) أراد تدميري بجعل قريبه هذا في: (المواجهة) تجاهي ليكون هو البريء العادل النزيه لكني عرفتها بحدسي وخبرتي وقراءاتي للتاريخ وتقلبات الأيام.
ماذا جرى لقد تم اتهامي بالسطو على بعض ممتلكات (الشركة الفرع) لكن بطرق مدروسة، فجمدت في عملي فسكت، ثم انتهى بي الأمر إلى التقاعد.
قصة قد لا تصدقها لكنها والله حاصلة، وما جعلني أسكت وأنسحب مغلوباً هو: ان: رئيس الشركة نفسه صانع القرار هو من لمز وغمز وعرّض بتشديد (الراء) مدير عام الفرع، فكان لا بد لي من أن أسكت لا بد أقول هذا بين يديك خشية أن تسألني، لماذا لم ترفع الأمر إلى الرئيس العام للشركة العدل النزيه..؟
تركت العمل، وعلمت أنني مراقب فأصبت لا أخفيك بالخوف من تدبير شيء ما (لي) فهداني عقلي أيضا إلى الصمت مع الدعاء عليه دائماً والدعاء على كل من جمدني، وآذاني فوالله الذي لا إله إلاهو، و لقد رأيت بعد عشر سنين فتنا تمر عليهم واختلافات وخلاف سري بينهم، ونشوء أمراض في كثير منهم.
* سؤالي محدد (لماذا لم يفطنوا إلى وضعهم معي؟
لماذا لم يعوا الحيف.. وهضم الحق؟
لماذا على الأقل لم يردوا اعتباري..؟
لماذا كل هذا وهم بين نيران مزعجة ومخاوف؟
م.أ.أ.أ افريقيا
* ج - أقدر لك كذلك صراحتك في السؤال، وأقدر لك كذلك حساسيتك في إلقاء الأسئلة آخر (الرسالة) التي صغتها بأسلوبي لطولها (41) صفحة.
وحقيقة فمثلك لا يفرط فيه أبداً لأمرين عظيمين :
1 - كونك صريحاً نزيهاً تحتاج إلى حماية 2 - وكونك صاحب حق ليس لك إلا الله يأخذ لك منهم ما يأخذ وهم في: (دائرة) لن يفطنوا لهذا أبداً أبداً حتى وإن تنزلت عليهم الصواعق تترى.
إن جواب ما تسأل عنه لا يكفيه سطر طويل، ولا سطور ولا أسفار كثيرة، فأنت كما ذكرت مجرب وذو خبرة جيدة في حوادث الأيام وتقلباتها، لكنك لجأت إلي لطلب الارتياح النفسي المعاضد لمعارفك وتجاربك الكثيرة الجيدة.
إن الجواب كما بينت لك آنفاً إنما هو من باب التكرار، لكني أجيب بما أنت تعلمه (إن سكوتهم وعدم عدلهم، ورد اعتبارك بصورة ما من الصور هو: أنك لا تهمهم أبداً، وقد يكونون اتخذوا منك موقف شك ما فجاروا وتجاوزوا حتى وإن كنت تملك ألف مليون دولار 1000.000.000 دولار فإن العدل معك ورد اعتبارك المعنوي أصل كبير عند الله تعالى في إحقاق العدل ونزاهة النظر وأمانة العطاء.
هذا هو: الجواب في حال وجيزة، عليك الصمت، مع دوام الدعاء والفزع إلى الله أبداً، فالدعاء عبادة، ومن دعا فقد انتصر، ولصاحب الحق مقال يقوله بين يدي الله إذا خلا به، والناس في سامر يهجرون أو يغطون في نوم عميق آمل تدبر نفسك ولزوم دوام العبادة والذكر.. والإخلاص في القول والعمل، وما كان ضرك لو بينت الاسم كاملاً وما يشير إلى العنوان.
|