* تقرير- عبدالعزيز العبيد:
استطاع فريق الشباب أن يبهر الجميع بلا استثناء بإنتاجه الضخم للمواهب الكروية التي مثلت المنتخبات السعودية بجميع مستوياتها وهو عمل لا يجيده في الوقت الحالي إلا الشبابيون.
وكما ان لكل عمل اسراره فإن سر القاعدة الشبابية يقف خلفه رجلان احدهما هو سلطان خميس اللاعب الشبابي السابق والاداري المعروف ومدرب ناشئي الشباب في الوقت الحالي ولكن خلف الاضواء وفي الظلال الشبابية يقف الرجل الآخر وهو اداري درجة الناشئين فهد الحمدان الذي يعمل بلا كلل ولا ملل وإن اردت فرصة مضمونة للقاء الكشّاف الشبابي الداهية ستجده في مكتب رعاية الشباب.. ماذا يفعل؟ بالطبع يقوم بتسجيل عدد من المواهب الجديدة التي يجدها بطرق غير معروفة في حواري الرياض.
وحتى نعلم حجم قدرات الرجل فيكفي ان نعرف بأنه اللعبة الاولى في تسجيل نجم المنتخب وحديث الملاعب السعودية للموسم الماضي عبداللطيف الغنام ويقول الحمدان عن تسجيل هذا النجم (بأنه لم يستطع أن يذوق النوم لثلاثة أيام متواصلة بشكل طبيعي حتى يستطيع ان يقنع اللاعب واخوته بتسجيله للشباب الى درجة وصلت بأن يستمر أحد الاجتماعات معهم الى سبع ساعات في احد الاماكن العامة وبحضور سلطان خميس مع اخوة اللاعب).
نجوم آخرون استطاع الحمدان ان يسجلهم في الشباب كفهد السبيعي وفيصل العبيلي وابناء عطيف وعبدالله الدوسري وغيرهم ممن لم يصل لمرحلة النجومية حتى الآن وينتظر ان يبهروا الجميع بمهاراتهم في المستقبل.
بداية الحمدان كانت في العام 1414هـ بعد ان استقدمه يوسف خميس ليعمل كشافا لصالح الشباب بأجر ثابت شهرياً وعندما أذهل الشبابيين بعمله قام أحد أكبر الخبراء في الرياضة السعودية الأمير خالد بن سعد رئيس النادي بتعيينه بعد مرور اشهر قليلة كإداري للنادي في درجة الناشئين ليتنقل بعدها بين ادارات الفرق السنية الصغيرة عبر السنوات اللاحقة.
ويقول الحمدان عن تلك المرحلة (كان الأمير خالد هو أول من وثق بي ومنحني فرصة كبيرة في العمل الإداري رغم مرور وقت قصير فقط للعمل مع النادي ككشاف ولكن عيونه الخبيرة بالفعل ونصائحه المستمرة وإيمانه بما املك قادني للعمل بجد لخدمة النادي).
ويملك الحمدان علاقات واسعة بملاعب الحواري حيث يتلقى الاتصالات بشكل دائم من منظمي الدورات وغيرهم من الاصدقاء والمعارف لابلاغه بوجود موهبة هنا أو نجم هناك وصدق او لا تصدق هذه المواهب لا يهمها المال بالدرجة الاولى حسب ما يقر به الحمدان ففي نظرها التعامل الجيد حسب تجربته هو السبب الرئسي في تسجيل اللاعبين فالشباب لا يصرف ما يصرفه الهلاليون والنصراويون ولكنهم ينجحون دائماً في تسجيل النجوم والمهم مرة اخرى في منافسة هذين القطبين هو اسلوب التعامل.
ايمان الشبابيين بقدرات الحمدان يجعلهم يعتمدون عليه في تلقي اللاعبين المستجدين برفقة صديقه المقرب سلطان خميس ذي النظرة الثاقبة أيضاً وبعيونهم الخبيرة يرون اللاعبين الذين يملكون القدرة على الوصول للنجومية ويقومون بتسجيلهم. يقول الحمدان (لسنا الوحيدين في هذا العمل فالشباب يعمل ككتلة واحدة وبشكل منظم تحدد فيه المسؤوليات والواجبات جيداً حسب تسيير الأمير خالد بن سعد له فهناك قدرات اخرى خلف الاضواء كماجد المهنا الرجل شديد النظام والتنظيم في العمل الإداري ونائب الرئيس طلال آل الشيخ الذي يدعم بكل ما يستطيع من جهد لإبقاء الشباب متفوقاً كعادته دائماً).
قد يكون هذا الموضوع بسيطاً في مظهره ولكنني أؤمن بأن الطريق الفعلي لاكتشاف النجوم هو عبر الكشافين الناجحين ذوي النظرة الصحيحة ففي كل بلاد الدنيا العمل الأساسي يبدأ من الكشافين في المقام الأول قبل ان يجدوا الطريق للعالمية ويصبحوا نجوماً يشار اليهم بالبنان.
ومما يدل على هذا الكلام هو حديث الأمير خالد بن سعد قبل فترة في قناة اوربت عن هذا الكشاف البارز وانه كان احد ابرز اسباب هؤلاء النجوم في الشباب بالاضافة الى ما لا يعلمه العديدون بوجود عروض حقيقية لهذا الاداري والكشاف المبهر للالتحاق بأندية اخرى والعمل لصالحها وكسبه لما سيلحقه بفرقهم من النجوم.
|