ما هي إلا أسابيع قليلة حتى تبدأ معتركات المنافسات النهائية على كأس أكبر قارات الكرة الأرضية في الصين .. وغني عن القول فإن العديد من المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات لاتنقصها الخبرة ولا الإمكانات والقدرات الفنية والعناصرية لفرض وجودها التنافسي.. وبالتالي قدرتها على قلب الموازين والمعادلات وحتى الترشيحات وفرض واقع جديد على خارطة البطولة.
** وبعيداً عما قاله كل من المشرف العام على المنتخب سمو الأمير تركي بن خالد والأستاذ محمد النويصر وأخيراً الكابتن خليل الزياني من كلام يحمل في طياته الكثير من نبرات التوازن المشوب بالحذر الذي بلغ في بعضه حد التشاؤم.
** فإنني ومن خلال هذه المساحة المتواضعة، ومنذ عدة أسابيع ماضية قد سبقت الجميع إلى التحذير من الأوضاع الراهنة للأخضر.. ونبهت إلى أن المنافسين يبدون أكثر إعداداً واستعداداً وتسليحاً لخوض غمار البطولة.. هذا فضلاً عن أنهم باتوا يملكون من الخبرة الدولية والتنافسية في مثل هذه المناسبات ما يمنحهم الكثير من أوراق وحوافز قلب ظهر المجن ؟!.
** ومع كل ذلك فإن ثقتنا في الأخضر تظل قائمة وكبيرة جداً.. فهو يمتلك الكثير من مقومات وعوامل وأدوات الحضور المشرف والتي تتوجها السمعة الكبيرة كواحد من الأسلحة العديدة التي بحوزته.
** فقط أكثر ما أخشاه هو تخبيصات فاندرليم وتجلياته على غرار ما حدث في كثير من المواجهات الماضية .. والتي لا أجد لها ما يبررها سوى كونها اجتهادات لا داعي لها.
* كلام الصيف يكشفه الواقع؟!
** اعتدنا في كل موسم صيف على مطالعة موجات متلاحقة ومتعاظمة من الأخبار اليومية ذات العناوين البارزة والجلجلة التي تتحدث عن العديد من الصفقات الكبيرة والمتوسطة.. وعن قوائم طويلة من التحركات والتعديلات والتبديلات والاستحداثات سواء على الصعيد الإداري أو على الصعيدين الفني والعناصري، شاملة كافة الأندية دون استثناء.. والتي لا تخلو في معظمها من إرسال بعض الإشارات والتحديات التي تبشر بموسم قادم مليء بالأحداث الإيجابية التي من شأنها أن ترفع من مستويات تنافساتنا المحلية، ومسح ما علق بها من حالات الهزال والوهن التي دبت في أوصالها على مدى عدة مواسم.. وانعكست بالتالي على مستويات المنتخبات، وعلى مستويات فرقنا المشاركة في التنافسات الخارجية.
** ولكننا سرعان ما نكتشف مع حلول كل موسم جديد أن معظم ما قرأناه من أخبار بشَّرت بها وسائل الإعلام لم تكن سوى كلام صيف غرضه الاستهلاك وخدمة بعض الأسماء وتثبيت أقدامها، أو الدعاية لأخرى قادمة إلى الساحة.. ولا بأس من إلهاء الجماهير بالوعود المعسولة المتضمنة تعويضها عن كوارث المواسم الماضية؟!
** ثم ينتهي الموسم بنفس الأوضاع والأحوال التي انتهى عليها الموسم الذي سبقه.. وكأننا يا بدر لارحنا ولاجينا.. فقط يلاحظ أن الأمر الوحيد الذي ظل يتطور باستمرار هو كثرة الجعجعة الفارغة، وأساليب التبريرات المبتكرة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع (!!).
بطولة كبرى بحق
** اختتمت يوم الأحد الماضي البطولة الأوروبية بكلما فيها من أحداث وتنافسات وفعاليات.. وبما أفرزته من تطورات ومتغيرات، ومن دروس كروية وتنافسية وتعاملية جديدة بكل احترام.. فضلاً عما قدمته من عِبر أيضاً.
** من الدروس والعِبر التي يجب أخذها بالحسبان تتالي خروج المنتخبات الكبيرة ذات الصيت والسمعة العالمية من البطولة تباعاً.. وانحصار التنافس على المراكز المتقدمة على منتخبات لم تكن تحظى بقدر كبير من الترشيحات مثل تشيكيا واليونان والبرتغال عطفاً على رصيدها من الحضور الدولي والقاري مقارنة بفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وهولندا، وحتى إسبانيا (؟!).
** ومن الدروس والعِبر المستفادة من بطولة (يورو) تلك المستويات العالية التي تنافست على تجسيدها جميع المنتخبات دون استثناء.. مع التفرغ التام للأداء داخل الملعب من قِبل عناصر الفرق المشاركة إلى حد أنني لم ألحظ طوال الدورة على حد علمي - أن أي حكم احتسب أكثر من (3) دقائق كوقت محتسب بدل مهدر لأي شوط تشمل التبديلات والوقت الضائع عادة .. مما يعني أنه لا وقت مهدر.. بل عمل وأداء وبحث دؤوب عن تحقيق الأهداف النتائجية والمستويات الباهرة، وتشريف الأوطان من خلال هذه المحافل العالمية الراقية.
** أيضاً من الأمور المفترض التوقف عندها طويلاً والتي أكدتها (يورو) الأخيرة وللمرة الألف.. أنه لا كبير في كرة القدم.. وأن الأمجاد الكروية لا تصنعها الأسماء اللامعة إن لم تقترن بالعطاء والجهد السخي .. وإلا فلا فرق بين كبير وصغير.. وعندها يتحول الصغير نظرياً إلى أكبر الكبار عملياً كما فعلت اليونان (؟!).
** إنها كثيرة وعديدة هي الدروس.. ولكن هل من مستفيد هذا هو السؤال (؟!).
من فنون تنومة
يا مداوي جروح الناس وجروحك معاطيب
خذ نصيحة مجرب لو تخلي معاشك له |
|