لما اخترعوا ما يسمى (الفحم الأبيض) أي الطاقة المستنبطة من سقوط ماء الأنهار، ظنوا أنهم اهتدوا إلى اكتشاف قوة طبيعية لا نهاية لها.
غير أن مطالب الصناعة الحديثة سرعان ما استنفذت الطاقة المستخرجة من الماء. فرغم بناء السدود العالية وتسخير قوة الماء لاستخراج الطاقة الكهربائية منها، إلى جانب قوة الفحم الأسود، أضحى العالم بحاجة إلى منابع جيدة للطاقة.
ولا شك أن عصر الفحم الأبيض قد اقترب من نهايته.
أما النفط أو (الذهب الأسود) فقد أضحى هو أيضا عاجزا عن سد الحاجات المتصاعدة. ففضلا عن غلاء أسعاره، يقدر الخبراء مجموع النفط الاحتياطي في الآبار بنحو خمسمائة مليار طن.
عصر الكهرباء الذرية
وكما أن النفط كان قل حل محل الفحم، فكذلك أخذت الطاقة تحل محل النفط.
ففي فرنسا مثلا أخذت مؤسسة الكهرباء الوطنية تبني المصانع والمراكز لتوليد التيار الكهربائي عن تفسيخ الأورانيوم المكثف. وتعاقدت مؤخرا مع الاتحاد السوفيتي على تأسيس مصنع في فرنسا لتكثيف الاورانيوم على الطريقة السوفيتية.
ويشتغل خبراء المؤسسة الفرنسية أيضاً بتركيب مولدات جبارة لها طاقة بتوليد مليون واط.
والحاجز الأساسي دون تعميم الكهرباء الذرية كان ولم يزل حاجزا اقتصاديا لا تقنيا، فان أسعار الكلفة لم تزل في الساعة الحاضرة أغلى من أسعار توليد الكهرباء على الطريقة التقليدية.
ولكنه مع ذلك لا سبيل لسد العجز إلا باللجوء إلى الطاقة الذرية آجلا أو عاجلا، مما يفسر الموازنات المالية الطائلة التي أفردتها فرنسا في التخطيط لمشاريع توليد التيار الكهربائي الصناعي والمنزلي عن الطاقة الذرية.
| 
"زمان الجزيرة"