* القاهرة -مكتب الجزيرة - طه محمد:
وداعاً للمكتبة الورقية، ووداعاً للأرفف الخشبية التي تتراص عليها الكتب، ومرحباً بالمكتبة الإلكترونية أو المكتبة الذكية.. هذا ما تمحورت حوله مناقشات المؤتمر الثامن للمكتبات ومجتمع المعلومات الذي عقد بالقاهرة مؤخراً وحضره لفيف من خبراء المكتبات في العالم العربي.
أكد المؤتمر الذي حمل شعار (استيقظ واقرأ) على الاستفادة من أحدث أنظمة المعلومات في مجال إنشاء وتطوير المكتبات العامة في الدول العربية، ودعا المؤتمرون الإعلام العربي إلى الاستفادة من التطورات التكنولوجية ووضع استراتيجية مستقبلية لتفعيل الاتصال بين اخصائيي المكتبات والناشرين العرب لضمان إشباع رغبات المستفيدين المتعلقة بمصادر المعلومات المقدمة لهم وإنشاء المكتبات العامة في العالم العربي.
وأكد الباحث تامر محمد أبو الخير مدير مركز مصادر التعليم بكلية الأمير سلطان لعلوم السياحة بالمملكة العربية السعودية على ضرورة الاستفادة من الإنترنت وتقنية الكمبيوتر في التدريب والتطوير لأخصائيي المكتبات، مشيراً إلى أهمية توافر الكوادر البشرية وأهمية استثمارها. وقال أبو الخير إن الموارد البشرية هي الثروة الحقيقية للتنمية، ومهما كانت تكاليف تنمية تلك الثروة فهي في النهاية استثمار له ثماره الكبرى.. وتحتاج تلك الموارد البشرية إلى التدريب المستمر حتى تستطيع القيام بواجباتها داخل العمل كما ينبغي، وأشار إلى ضرورة التطوير والتدريب المستمر في بيئة العمل الرقمية وما يلزمه من دعم تقني للموارد البشرية في المكتبات.
تناول الدكتور محمود عبدالكريم مدرس المكتبات بكلية الآداب جامعة المنوفية (دور المكتبات في مجتمع المعلومات)، واستهدف إبراز دور المكتبات المتخصصة في مجتمع المعلومات، وقال إن هذه المكتبات تعد من إحدى أهم دعائم المجتمع المنشود؛ نظراً لانتشارها الواسع بين مختلف قطاعات المجتمع سواء العلمية أو الإدارية أو المهنية أو الخدمية.
وأشار إلى أهمية تجميع المعلومات المتخصصة وتنظيمها وإتاحتها للإفادة من خلال مجموعات من الخدمات غير التقليدية اعتماداً على تكنولوجيا الاتصالات والحاسبات على مستوى المستفيدين المتخصصين وغيرهم.
تدريب الكوادر
وحول دور المكتبة المتخصصة في مجتمع المعلومات أكدت الدكتورة فردوس حامد مدير إدارة التوثيق والمكتبات في المركز القومي للبحوث أن عناصر عملية نقل التكنولوجيا هي مزيج متداخل من العنصر البشري والمادي والإداري والمعلوماتي، وتقول إنه بالرغم من النجاح الملموس في مجال تكنولوجيا المعلومات في عدد من الدول العربية إلا ان هناك جملة من القضايا مازالت تعترض مسيرة هذه الدول نحو مجتمع المعلوماتية من بينها ضعف البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. وتخطو الدول العربية أولى خطواتها في الاقتصاد الجديد قياسا إلى الدول المتقدمة، وانه لكي تتمكن الدول العربية من مواكبة الجهود الدولية فإنه يتطلب تكثيف الجهود لإعداد الموارد البشرية المؤهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات والاتصالات وإعادة النظر في برامج التعليم والابتكار وحماية الملكية الفكرية.
وتناولت الدكتورة نوال عبدالله بقسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب في جامعة حلوان (تكنولوجيا الحاسبات والمعلومات وتحديث خدمات المعلومات)، مؤكدة أن الوصول إلى المواد الإلكترونية يرتبط بتطوير المكتبات الرقمية، حيث تعتبر الزيادة الفائقة للمعلومات في البيئة الرقمية الشبكية تحديا كبيرا أمام المكتبات التي لا تزال تقدم أنماط وآليات العمل التقليدية السائدة في الغالبية العظمى منها.. واستهدفت ورقة د. نوال البحثية الكشف عن مدى التطور في مجال استخدام تقنيات الحاسبات والمعلومات في مجال خدمات المعلومات بصفة عامة والمقدمة لأصحاب الحالات الخاصة على وجه التحديد والذين هم في أشد الحاجة إلى آلية العصر الحديثة وتكنولوجياته للاستناد عليها كبديل للفقد البصري.
وتنتهي ببعض المقترحات للآليات اللازمة لتغيير وتحديث خدمات المعلومات للمكفوفين وإتاحتها بأقل تكلفة وأعلى كفاءة في منظومة المكتبات العربية حتى تتوافق مع التطورات العلمية والتكنولوجية وثورة المعلومات المعاصرة. وتعرضت الدكتورة فاطمة صفوت - بمكتبة المعادي العامة - إلى دور المكتبة الإلكترونية في نشر المعرفة، وحددت مميزات المكتبة الإلكترونية في حفظ المعلومات من الكوارث وعوامل التلف الطبيعية والبشرية وبشكل أكثر فاعلية وأقل تكلفة من المكتبة الورقية والوصول إلى المعلومات بسرعة بفضل التطور في صناعة (السوفت وير)، وأصبح موضوع استرجاع المعلومات أساسياً في تخصصات الكمبيوتر.
وتشير إلى أهمية المكتبة الإلكترونية في تخزين أنماط مختلفة من المعلومات بحيث يستطيع المستفيد قراءة الكتاب مع الاستعمال، فضلاً عن التعامل مع كافة أنماط المعلومات بتطوير البرمجيات للتعرف على الصورة وتميز الأصوات.
| 
"الثقافية"