* القدس المحتلة / بلال أبو دقة:
في وقت واصل فيه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، تساحي هانغبي، يوم الأحد، الموافق 1 / 8 / 2004م، إطلاق تصريحات بخصوص إمكانية شن مجموعات يهودية متطرفة اعتداءات إرهابية على الحرم القدسي والمساجد التي في داخله، بما فيها قبة الصخرة والمسجد الأقصى، والتي قال فيها: إن الشرطة تفتقر إلى القدرات التكنولوجية اللازمة لحراسة الحرم القدسي.. في هذا الوقت ادعى جهاز المخابرات الاسرائيلية أنه يخشى أن ينقل ضباط (متديّنون) في الجيش الإسرائيلي صواريخ من طراز (لاو) إلى جهات يهودية يمينية متطرّفة لتنفيذ مخطّطهم الهادف إلى نسف الحرم القدسي الشريف بما فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة..
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن هناك مخاوف من أن يسعى جنود صهاينة لتهريب صواريخ من طراز (لاو) من القواعد العسكرية الصهيونية، ومن ثم نقلها إلى جهات يهودية يمينية متطرفة وتوجيهها نحو المسجد الأقصى وإطلاقها..
وتضيف المصادر قائلة: إن هؤلاء الضباط يواصلون سعيهم لامتلاك هذا النوع من الصواريخ لاستكمال مهمة النقل، ويبدو أن الهدف الأفضل لهذه الصواريخ ليس المسجد الأقصى وإنما قبة الصخرة بسبب وضوحها للعيان، كون قبتها مائلة للون الذهبي، فهذا الوضوح يسمح بتوجيه الصواريخ نحوها من جهات مختلفة..
ويشار بهذا الصدد إلى أن مجموعة من المتطرفين اليهود حاولوا قبل أشهر قصف المسجد الأقصى وقبة الصخرة بصواريخ من طراز (لاو)؛ حيث صرّح ناطق فلسطيني أن الصواريخ الصهيونية التي كانت تستهدف الأقصى والصخرة قد وضعت منصات إطلاقها في شارع مدينة يافا في القدس الغربية..
تكثيف التحذيرات الاسرائيلية مؤشر على اقتراب موعد نسف المسجد الأقصى!!
هذا وتحدث وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، تساحي هانغبي من جديد يوم الأحد الماضي عن خطر شن متطرفين يهود اعتداءات على المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس المحتلة بهدف منع انسحاب إسرائيلي في قطاع غزة.
وأكد هانغبي أن شريحة من السكان اليهود تشعر بالإحباط أكثر فأكثر في الأشهر الأخيرة مع تقدم العملية السياسية التي تبدو في نظرهم سيناريو رهيب.
وأضاف هانغبي أن الشرطة الإسرائيلية تفتقر إلى القدرات التكنولوجية اللازمة لحراسة الحرم القدسي.. ان توفير هذه القدرات يتطلب عشرات ملايين الشواقل التي تحتاجها الشرطة لتكون على قناعة بأن الغلاف الدفاعي حول الحرم فعال..
وقال هانغبي: إنه توجه مرتين من خلال رسائل مكتوبة إلى وزير المالية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وشرح له احتياجات الشرطة بهذا الخصوص؛ مضيفا: إن هناك محادثات لكن لا يوجد موافقة، على رصد ميزانية لهذا الغرض..
وكان مصدر أمني إسرائيلي قال، مؤخرا: إن الجهاز الأمني يتخوف من قيام مهووس من اليمين بتنفيذ عملية إرهابية بشكل منفرد وغير منظم، كما حدث في يوم 21 أغسطس / آب 1969م متطرف إسرائيلي على إحراق المسجد الأقصى.. وبرأي المصدر الإسرائيلي يواجه الجهاز الأمني الإسرائيلي صعوبة في حماية الحرم القدسي، تفوق صعوبة حماية رئيس الحكومة.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تحذيرات إسرائيلية متعمدة بإمكانية قيام المتطرفين اليهود بنسف المسجد الأقصى عن طريق طائرة بدون طيار يتم شحنها بالمتفجرات.. ويفيد مراقبون بأن هذه التحذيرات والتهديدات هي بالونات اختبار للعالمين العربي والإسلامي لقياس مدى رد فعلهما ومن ثم التخطيط للمرحلة التي تعقب رد هذا الفعل..
الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى الآن يعتبر الأشد من أي وقت مضى
في المقابل أكد قاضي القضاة وأمين سر الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ تيسير التميمي على أن الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى الآن يعتبر الأشد من أي وقت مضى، وأنه يتوجب العمل السريع والجاد للضغط على إسرائيل للسماح بصيانة الأقصى ومنع كل الذين يحاولون هدمه أو المس به.
وأشار الشيخ التميمي في مؤتمر صحافي إلى أن التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى خطيرة جداً وحقيقية، منوهاً إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يريد السيطرة على الأقصى وفرض السيادة عليه والعمل على تدميره. وشدد على ضرورة القيام بهبة شعبية عربية وإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني لم ولن يتخلى عن الدفاع عن هذا المسجد ومطالباً بضرورة إرسال قوات دولية لحماية شعبنا ومقدساته.
وقال الشيخ التميمي: إن على الجانب الإسرائيلي إذا أراد الهدنة أن يعيد مفتاح باب المغاربة للجانب الفلسطيني وأن يخرج أفراد شرطته من باحات المسجد الأقصى، وأن يترك أبوابه تحت السيطرة الفلسطينية، إلى جانب العمل على اعتقال كل من يخطط ويتآمر على هذا المسجد والمس به.
|