* رام الله -نائل نخلة:
أدت الاحتياجات العسكرية الإسرائيلية إلى سلسلة من عمليات تطوير أسلحة، كشف النقاب فقط عن بعضها، وحوّلت إسرائيل على وجه التحديد الصناعات الجوية الإسرائيلية إلى أكبر منتج دولي للطائرات بدون طيار.
ويجري تطوير الطائرات العسكرية بدون طيار بسرعة رهيبة لكن الصناعات الجوية الإسرائيلية تتطلع إلى تسويق هذه الطائرات في السوق المدني، الذي لم يتطور حتى الآن لسببين رئيسيين: الطائرات بدون طيار باهظة الثمن نسبياً. كما أنه لا يسمح حتى الآن بتحليقها في مناطق مأهولة بالسكان. وأهملت الصناعات الجوية تطوير الطائرات الصغيرة بدون طيار لفترة ليست بالقصيرة، لكنها عادت لإنتاجها بذروة جديدة.
ويقول يئير دوبيستر مدير مصنع الطائرات بدون طيار في الصناعات الجوية: (يجب أن نكون ناشطين في تصنيع جميع الأنواع سواء أكانت صغيرة أم كبيرة).
ووفقاً لدوبيستر فإن عرض طائرة (بيرداي 500) على الهولنديين وتحليقها في أجواء امستردام على ارتفاع 150 متراً، والتقاطها صوراً لشوارع المدينة وبثها هذه الصور على شاشة صغيرة أمام أنظار العديد من المسؤولين الهولنديين سيشكل قفزة في مجال تسويق هذه الطائرات في المجال المدني.
وعوضاً عن تحليق طائرة مروحية لمعرفة مدى اكتظاظ حركة السير في منطقة غوش دان بالإمكان استخدام طائرة بدون طيار، وعوضاً عن تحليق مروحيات في فصل الصيف لتحديد مواقع الحرائق سيكون بالإمكان استخدام الطائرات بدون طيار وعوضاً عن قيام قوات عسكرية بأعمال الدوريات على طول الحدود بالإمكان استخدام هذه الطائرات.
كما سيستطيع المحققون الخصوصيون ارسال طائرات كهذه لالتقاط صور لتوثيق خيانات زوجية وبالطبع بالإمكان استخدام هذه الطائرات في مهام تجسس عسكرية، إذ تتحدث التوقعات عن طائرات بدون طيار بطول 15 سنتيمترا فقط، ولربما أقل من ذلك.
الاعتماد على الحاسوب
ينتج مصنع الطائرات بدون طيار (ملت) التابع للصناعات الجوية سلسلة من النماذج، لكنها جميعاً ما زالت تعمل عن بعد بواسطة محطة أرضية.
ويجلس (الطيار) من الناحية العملية في هذه المحطة ومن خلال اتصال بواسطة موجات صوتية يقود الطائرة ويوجهها ويأمرها بتنفيذ مهام، وعندما يحدث خلل ما في أحد الأجهزة يقوم (الطيار) بمحاولة إصلاحه عن بعد حيث يقوم الحاسوب بتحديد الخلل في الطائرات الصغيرة، ويعرض الحلول للتغلب عليه.
ويقومون في مصنع (ملت) بتطوير النماذج الأولى من (طائرات ميكرو - بدون طيار). وأحد هذه النماذج هو (البعوضة) ويبلغ طوله 30 سنتيمتراً، أما عرض جناحيه فهو 34 سنتيمتراً، ووزنه نصف كيلو غرام، ويستطيع التحليق لمدة ساعة، ويعمل النموذج بمحركات كهربائية صغيرة، وترتبط مدة التحليق بمدى تخزين الطاقة بالبطاريات، لكن تطور صناعة البطاريات سيؤدي إلى إطالة فترة تحليق هذا النموذج.
المحركات الكهربائية الصغيرة هادئة تماماً ولا يمكن سماع صوتها لدى تحليق الطائرة، مثل طائرة (بيرادي-500) على ارتفاع 150 متراً، أما آلة التصوير في هذا النموذج فصغيرة وحادة، وبإمكانها التقاط كل ما يجري في مسار التحقيق، ولا يعرف الذين تلتقط صور لهم بما يجري.
طائرة شخصية
وتشغيل طائرات بدون طيار من نماذج (ميكرو) و(ميني) بسيط جداً، إذ تحلق من يد الشخص أو من الرصيف أو من ساحة عشبية، أما السيطرة عليها فتتم باستخدام حاسوب محمول.
|