* جازان - إبراهيم بكري -جبران المالكي - زهرة زيلع:
شهدت منطقة جازان أمس حالة استنفار قصوى من كافة الجهات المعنية للتخفيف من وطأة السيول التي داهمت عشرات القرى التابعة لمحافظة صبيا. السيول هذه المرة كانت من وادي شهدان الذي تفجر بقوة غير متوقعة مقارنة بالمواسم الماضية.
سيول جازان القاسية فرضت قسوتها على الأهالي لتجرعهم المعاناة من جديد. منازل عمليات الأغاثة حتى أعداد الخبر ما زالت متوقفة لأسباب مجهولة. الكهرباء مقطوعة منذ ظهر أمس الأول والظلام الدامس أفزع الأطفال.
حصيلة الوفيات في اليوم الأول سبع وفيات حيث تم إنقاذ 24 شخصاً كما تم أيواء 51 حالة في ثلاث مدارس تابعة لتعليم صبيا. الدفاع المدني بذل جهوداً جبارة لتوفير الخدمات للأهالي.
محافظة صبيا بذلت جهوداً كبيرة على رأسها المحافظ خالد الجريوي الذي كادت السيول أن تبتلعه أثناء محاولته تلبية نداء أحدى القرى المعزولة. الأهالي قدروا هذة الوقفات الإنسانية الرائعة.
الجزيرة من جانبها قامت يوم أمس بجولة داخل القرى لتشهد حال الأهالي ومعاناتهم. في قرية أم القضب العطش فرض نفسه على حياة الأهالي ليذوقوا معاناة قاسية، الأطفال في مشهد محزن على ظهور الحمير يتصارعون صوب بئر القرية الوحيد.
محمد على عمر والطفل محمد حسين خورى وموسى خوري وعلى خوري من قرية أم القضب أجمعوا على سرعة إرسال الاعانات لأن الوضع لا يطاق.
قرية أم سعد حالها أسوء من غيرها فالمعاناة ترسم نفسها على وجوه الأهالي منازلهم غرقت فالنار لن توقد بها في ظل وضعها الراهن وقبل ان تغرب الشمس من مساء أمس الأول داهمتهم سيول وادي شهدان بقوة الطوفان لتأكل كل ما يقبلها حالة خاصة من الحزن والخوف والهلع تخيم هناك بسبب الظلام الدامس، الكهرباء مقطوعة والقرية معزولة و جسر الإغاثة لم يصلهم بعد هناك. أمل ورجاء في نفوس سكانها، جابر أدريس بلا مأوى وعدد أفراد أسرته 11 شخصاً ومحمد عبده منزله لم يبق منه شيء 18 شخصاً عدد أسرته في العراء، عباس علي عشر رؤس من الماشية نفقت و12 فرداً بلا مأوى، إبراهيم كليبي سيارتان بلعتها السيول، عيسى عمر 4 أغنام و 5 من الضان وبقرة بلعتها السيول. هذه مجرد جزء بسيط من المعاناة هناك رصدناها.
أما قرية القعايد فتكفل ابنها موسى رباح بسرد معاناتها قائلاً: المعاناة كبيرة جداً والجهود المبذولة غير كافية فيجب تكثيفها بصورة عاجلة، القرية اليوم خيم عليها الحزن وهي تودع شابين من أبنائها غرقا في السيول، الكهرباء مقطوعة لأكثر من 12 ساعة ولم تعد إلا ظهر اليوم، عشنا يوماً مرعباً وصوت جريان السيول المفزعة وبكاء الأطفال كان عنوان القرية، 4 سيارات جرفتها السيول وأم ابتلعت السيول طفلها امام عينها ولم تستطع انقاذه، شابان من أسرة واحده ماتوا غرقاً وهما خالد وكنعان هرشان.
حسب احصائيات الدفاع المدني القرى التالية مازالت محاصرة وهي: العداية وجميمة والهدوي الشمالي والجنوبي والخوارية وأم السعد وأبو القعايد وأم القضب وقلبية ولؤرة والزينية والأثلة ومنسية وأم العروش.
محافظ صبيا خالد الجريوي كشف للجزيرة بأن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وقف بنفسه على معاناة الأهالي وسخر كافة الامكانيات لخدمتهم.
وطالب الجريوي الدفاع المدني بضروة توفير طائرة أخرى اضافة للموجودة لسد حجم المعاناة.
وأشار الجريوي إلى وجود اعانات سوف تصرف على القرى المتضررة ولقد تم أيواء 51 شخصاً في مدارس وما زال العمل مستمراً على مدار الساعة للتخفيف من وطأة السيول بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية.
الحدير ذكره أن الدفاع المدني سخر كافة جهوده لسد حاجات الأهالي من خلال امكانياته المتاحة على ارض الواقع.
|