بسم الله الرحمن الرحيم
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أصحاب السمو والفضيلة والمعالي أيها الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مرحباً بك يا صاحب السمو ضيفاً عزيزاً، مرحباً بك ترعى حفلنا بعد أن وجهتنا، وتشاركنا فرحتنا بعد أن أرشدتنا، وتبارك عملنا بعد أن دعمتنا .. مرحباً بك أباً رحيماً، وقائداً حكيماً، ومعلماً لا يعرف إلا التميز والإبداع سبيلاً، بالأمس ياصاحب السمو افتتحتم طريق القصيم المدينة المنورة السريع .. ذلك الشريان الذي يربط شرق المملكة بغربها .. يسلكه الحاج والمعتمر، الزائر والمصطاف، المواطن والمقيم .. شريان تتفرع منه طرق عديدة، في أرجاء واسعة من هذا الوطن الشامخ وها أنتم اليوم بموقع آخر، ومكان عزيز آخر تضعون حجر الأساس لشريان آخر. جئتم اليوم لتعلنوا بدء العمل في ازدواج المرحلة الأولى من طريق الطائف/ الباحة/ أبها المحوري.
اليوم ياصاحب السمو تطوى صفحة من تاريخ هذا الطريق وتفتح صفحة أخرى.. فقبل ربع قرن أو يزيد قليلاً رعى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حفل افتتاح هذا الطريق الممتد حتى جازان..
كان طريقاً مفرداً، ولكنه كان إنجازاً عظيماً .. فالمناطق التي يمر بها من أشد المناطق وعورة، والجبال التي يمتطيها ليست ككل الجبال. جبال شاهقة، وصخور صلبة، وعنفوان صخري لا يعرف الاستسلام.
لكن عزيمة الدولة كانت الأعظم، ويد البناء والتطوير والإصلاح كانت الأقوى .. فنفذ الطريق. وبتنفيذه تلاشت عزلة الاتصال، وتقلصت مساحات المكان، وتراجعت مسافات الزمان .. بتنفيذه تعززت الروابط الاجتماعية والثقافية، وتنوعت مصادر الدخل والإنتاج .. وبتنفيذه أصبحت غابات العرعر والطلح واللوز، وسحب الضباب الكثيف ، وزخات المطر الباردة صيفاً منظراً مألوفاً، وغدت رقصات المجرور والمسحباني والخطوة شاهداً على أصالة هذه المناطق وتنوعها.
كان بالفعل طريقاً محورياً أدى دوره بامتياز غير أن الزمن تجاوزه .. فحركة التنمية والبناء والتطوير التي يرعاها خادم
الحرمين الشريفين وتقودونها يا صاحب السمو جعلت تطويره وتوسعته ورفع كفاءته أمراً لا يقبل التأخير .. فصدرت توجيهاتكم الكريمة بتحويل هذا الطريق إلى طريق مزدوج بمسارين في كل اتجاه بأسرع وقت وبأحدث المواصفات.
وهنا نحن بفضل الله نحتفل بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى بين الطائف وبلجرشي.
ولأن التوجيهات بالتنفيذ السريع كانت واضحة، ولأن الوقت عامل مهم في التنمية قسمت الوزارة هذه المرحلة إلى ثلاثة أجزاء، وقامت بترسيتها على ثلاث شركات ليبدأ العمل في كل اتجاه ويكتمل التنفيذ في ثلاث سنوات.
ومن حسن الطالع، بل ومن حسن التخطيط أننا في هذا الوقت الذي نحتفل فيه بوضع حجر الأساس لهذا الطريق يسير العمل بطريق آخر مواز له .. طريقان متوازيان في السهل والجبل .. طريق الطائف بلجرشي، وطريق جدة جازان .. طريقان يعملان على تيسير حركة انتقال الأفراد والسلع والخدمات، ويتنافسان على توفير المزيد من الدعم والمساندة للقطاعات المختلفة، ويعجلان في نشر التنمية بمفهومها الواسع في المنطقة .. وفي المناطق الأخرى لا تقل الصورة إشراقاً.
واسمحوا لي يا صاحب السمو أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومعالي محافظ الطائف على دعمهم لجهود الوزارة وأن أشكر أيضاً معالي وزير المالية والمسؤولين فيها على تعاونهم وتفهمهم لظروف ودور هذا القطاع. وأخيراً وآخر الأشياء أخيرها ومن باب إعطاء الفضل لأهله أتقدم باسمي واسم جميع المنتسبين إلى هذه الوزارة من مسؤولين ومقاولين واستشاريين بعظيم الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين ولسموكم الكريم ولسمو النائب الثاني على ما نلقاه من دعم ورعاية واهتمام.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من عبث العابثين وأدام عليها أمنها واستقرارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
د. عيد جبارة الصريصري
وزير النقل |