يمسك بيد واحدة مقود السيارة.. ويده الأخرى وعقله وتفكيره وابتسامته الساذجة منشغلة مع هاتفه الجوال.
حوادث على وشك الوقوع بسببه.. أبواق السيارات من حوله يميناً ويساراً.. وأصوات صرخات الناس ونظرات الاحتقار من حوله.
ومع ذلك يكمل مكالمته ضارباً عرض الحائط بما حوله.
ألا يعلم هذا ال..... أن الله ما جعل من قلبين في جوف واحد..
ولكن.. هل كل ما ننادي به يسمع؟
وجدنا مخالفات مرورية للوقوف الخاطىء.. وجدنا مخالفات مرورية للتظليل.. وجدنا مخالفات مرورية لمن يكون نوره الخلفي لا يعمل.
كل هذه المخالفات.. قد لا تحدث من حوادث.. كما تحدثه المكالمة أثناء القيادة.
واعتقد أن ذلك واضح.. فهناك من نظر.. وهناك من اصيب.. وهناك من أوشك على الإصابة ومع ذلك.. لا نجد مخالفات مرورية لهذه الطائفة.. عجباً!!
نعود للمخالفات المرورية.. تأتي سيارة الدورية الأمنية مسرعة.. مشعلة كافة الانوار في السيارة.. ان لم تكن قد احضرت معها أنوارا إضافية.. وصوت رجل يصرخ بعنف بواسطة ميكرفون عال.. (وقف على جنب يا راعي ال....).
يقف الاثنان.. وينتظر رجل الدوريات حتى يقوم المخالف بالنزول؟ ثم يقوم بإعطائه مخالفة على (عطل في النور الخلفي الأيسر).
يأخذ المخالف الورقة.. وتنطلق سيارة الدوريات الأمنية.. سريعة حاملة معها عطلاً في النور الخلفي.. عجباً!!
يخرج الشاب من احد محلات بيع الجوالات.. ومعه بطاقة.. وابتسامة خبث معلقة بين شفتيه..
اصبح لديه رقم.. لا يستطيع أحد كشف اسمه.. فقد اشتراها باسم هندي أو باكستاني أو او او.. بربح 20 ريالاً او اكثر للمحل.. يعود الشاب إلى منزله.. وينتظر حتى يأتي منتصف الليل.. ليبدأ بمسلسل الخبث اليومي والوقاحة الروتينية.. ليقوم بإزعاج كل من تشمله القائمة .
يتصل على امرأة عابرة.. يطلق بعض العبارات المخلة.. يأخذ الزوج الهاتف.. يحادث المراهق.. يتلفظ المراهق.. وينهي المكالمة.
يعود المراهق بعد ساعة ليخبر الزوج أنه قد كشف اسمه عن طريق احد الواسطات في شركة الاتصالات.. ويتحدى الزوج ان يقوم بكشف اسمه.. لأنه باسم هندي!!
عجباً لشركة الاتصالات. تدعي سرية المعلومات.. وهي لا تعلم أن الواسطة جعلت من مصطلح السرية واقعاً ظاهراً.. عجباً!!
يصطف العشرات وقد يكون المئات في صف طويل مبكراً.. يحيطهم جو حار.. ورطوبة قاتلة.. الدقائق تمر.. الساعات تمر.. والجميع يتذمر من هذه الخدمة البطيئة.
كل واحد من المصطفين قام بتأجيل عمله اليومي لهذه المهمة.
يأتي رجل يرافقه رجل آخر.. يأخذ منه الأوراق.. وفي ثوان معدودة ينجز مهمته.. متجاهلاً هذا الصف الطويل.. ثم يخرج مرسلا ابتسامة إلى هذا الصف الطويل..!!
عمره في حدود الـ 85.. لم يعد في قواه العقلية ما يكفي لمعرفة ما يجري أمامه بوضوح وإدراك.. نظارة سميكة تتدلى فوق أنفه.. يعلق أخطاءه في القيادة على الناس.. وتجد المستحيل في إقناعه.. ومع ذلك نجد مخالفات مرورية لشاب في عمر 16 يصطحب والدته لموعد المستشفى.. عجبا!!
تمد يدها متسولة.. تمر نسمة هواء.. تشكف قليلاً مما يحيط يدها.. لنجد ما يكفي للإنسان ان يعيش أياماً وشهوراً في رفاهية.. عجباً..!!
|