عند اكتشاف إصابة طفلك بداء السكري، فإنك من اللحظة الأولى قد تصابين بالإحباط مع الإحساس بالصدمة والذهول والحزن والغضب بل بالذنب أيضا. وكذلك قد تشعرين بالأسى على نفسك لأن طفلك دون الكثير من الأطفال قد أصيب بداء السكري وقد تشعرين بالخوف عندما تتساءلين عما إذا كنت تستطيعين ان توفري له العناية التي يحتاجها ومع كل الضغوط والأعباء الملقاة عليك قد يبدو لك أنك لن تستطيعي مجرد التعامل مع الأمر على الإطلاق. فإذا شعرت بخيبة الأمل فما عليك سوى اللجوء إلى الله بالدعاء والصبر والاحتساب والبحث والاطلاع على معلومات عن داء السكري وبمجرد ان تلمي بالمعرفة الكافية عن داء السكري فستدركين ان طفلك يمكن ان يعيش حياة طبيعية مثله مثل الأطفال الآخرين. وقد تتكلفين بعض العناء إلى ان تتمكني من تحقيق التوازن بين غذاء طفلك وبين حقن الانسولين والأنشطة الرياضية. وقد تجدين ان طفلك يحقق تقدماً كبيراً وان أصعب ما في الأمر يتعلق بمشاعرك أنت ولا تنسي ان طفلك يتعامل معك كمرشد له وان موقفك سيكون له تأثير على كيفية رؤية طفلك لنفسه وعلى مدى تأقلمه مع أسلوب الحياة الجديد الذي بدأ في اتباعه. فإذا تقبلت حالة طفلك بصدر رحب فإن ذلك سيزيد كثيراً من سهولة تقبل الطفل لحالته اما إذا سيطرت عليك مشاعر القلق والخوف والتوتر عند اكتشاف إصابته بالمرض فإن ذلك سيكون له مردود سلبي على نفسية طفلك ومن ثم يجب ان تتقبلي المرض كواقع يجب التعامل معه. لا تقللي من شأن مخاوف طفلك أو اهتماماته، يجب ان تدركي انه كلما عرفت أنت وطفلك المزيد عن داء السكري شعرتما براحة أكثر. فإذا توترت توتراً شديداً بسبب إصابة طفلك بداء السكري فإن طفلك حتماً سيشعر بذلك. لا تحاولي ان تقومي بكل شيء من أجل طفلك، ولكن دعي له رأياً في برنامج العناية بمرضه ولكن تأكدي في نفس الوقت من ان طفلك لا يرفض إجراء اختبارات الدم أو تعاطي جرعات الانسولين. يجب ان تدركي انك تؤذين طفلك بشدة إذا تكاسلت عن مواصلة الاهتمام به فذاك يؤدي إلى تردي حالته الصحية وحدوث المضاعفات. ان عدم الانتظام في تعاطي جرعات الانسولين قد ينتهي بالأمر الى التعرض للحالات الطارئة مثل حموضة الدم أو الغيبوبة فيجب عليك ان تحرصي على إعطاء الطفل حقن الانسولين وفق الجدول الموضوع لذلك من الطبيب وأفضل وسيلة لإقامة عادات جيدة للعناية بطفلك المصاب بالسكري هي ان ترسي دعائم النظام مبكراً بحيث تصبح منهجاً في حياته.
|