تعليقاً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع عن حوادث المرور بسبب السرعة اقول: ارجو منكم التكرم بطرح موضوعي هذا في صفحة (عزيزتي الجزيرة) لان الموضوع يتعلق بقصة لم تمر عليها سوى أيام.
إن القصة التي أحببت أن اذكرها هي:
في الساعة الثانية فجراً حدث حادث اصطدام لسيارة لومينا بيضاء اللون بها مجموعة من الشباب توفى قائدها على الفور - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته - وأصيب الباقون بإصابات متفرقة من كسور ونحوها لكن الغريب ما لمسته من أهل تلك القرية فقد كثر الحديث عن الأشخاص الذين في السيارة واخذ الناس في إطلاق الشائعات بموت فلان وإصابة فلان لكنهم التفوا جميعاً في الصلاة على قائد السيارة - رحمه الله تعالى - وخرجوا جميعاً يدعون له بواسع المغفرة وعظيم الأجر من الله سائلين له الجنة ومتمنين له القبول عند الله وأصبح حديث الناس وشغلهم الشاغل التحدث عن سجاياه وخصاله فقد كان في ريعان شبابه وقمة عنفوانه.
أما ما حدث للاشخاص الباقين فقد اصيبوا بكسور بالغة وأرسل معظمهم إلى أحد المستشفيات في الرياض سوى أحدهم يرقد الآن في المستشفى - شفاه الله وعافاه وحفظه من كل سوء - بصراحة لقد سمعت أنه هو اقل المتضررين حيث كان جالسا في المنتصف في الخلف فقد ذهب إليه العديد من الناس ما بين مهنئ بسلامته ومعز له بوفاة رفيق دربه صديقه السائق
لقد تأثر تاثراً شديداً وربما بكى بداخله لما جرى في تلك الليلة حينما اخذ يتذكر ما جرى فيها من سمر وحديث وانشراح ولكن النهاية كانت حادثا مأساوياً جراء السرعة
حدث هذا في اقل من الثانية التي كانت فاصلاً بين الحياة والموت بالنسبة لقائد المركبة وبالنسبة لهم جميعاً.
ما أريد أن اقوله فقط هو: لماذا التهور ولماذا العجلة؟ نعم الكل متعجل ولكن لا أظن ان الأمر الذي سنذهب إليه يستحق أن نراهن عليه بأرواحنا فليس دائماً المرء يربح في كل رهان فلابد أن يخسر يوماً ما ولكن الخسارة ستكون وفاتك او إصابتك بعاهة مستديمة رجاءً أخي السائق فكر في ذلك قليلاً قبل أن تسرع.
حامد يسلم الغامدي |