تحت عنوان (فسخ وكالة/ مخالصة نهائية) كتبت الأستاذة رقية الهويريني مقالين بتاريخ 9-1 و6-2- 1425هـ. والمقالان وثيقا الصلة؛ إذ الثاني كأنه خبر الأول، لذلك رغبت التعقيب عليهما مرة واحدة.
بدأت الأخت رقية بالتعقيب على حالات إعلان فسخ الوكالات التي يمنحها البعض للآخرين إخلاءً لمسؤولية المعلِن (بكسر اللام) من تصرفات (المعلَن عنه) بفتح اللام بالاعتراض على إعلان الفسخ بقولها: (يعمد بعض الأشخاص بعد قرار فسخ الوكالة بالتشهير به على مشهد من الملأ عبر الصحف، وهذا الإجراء من شأنه أن يثير الكراهية والبغضاء والأحقاد، سيما أن المرء المشهَّر به مرتبط بأسرة وأبناء وأصدقاء وجيران). ثم تستدرك مشكورة بالدفاع عن (المعلَن عنه) فتقول: (يكفيه الشعور المرير بفسخ الوكالة، فكيف يُجْهَزُ عليه بالتشهير بالصحف وإلحاق الضرر به وبأسرته؟).
فعلاً.. ليس هناك في التعامل الإنساني أروع من الإحسان للناس وامتلاك قلوبهم، ولكن أليس حفظ المال من الضرورات الخمس؟!
أسألك بالله أختنا رقية: لماذا قال الله تعالى في بيان حكم الزاني والزانية: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}؟ ولماذا قال: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} وغيرها.. وغيرها؟ ولماذا قال عليه الصلاة والسلام: (كنتُ قد نهيتُكم عن زيارة القبور، فاخرجوا فزُورُوها)؟
والآن، وقبل تفضُّلك بالإجابة أعود فأسألك مرة ثانية: ماذا تفعلين إذا هربَتْ خادمتك أو سائقك الخاص؟ ولماذا؟
هبي أن لديك مؤسسة أو شركة وهرب أو سافر ولم يعد أحدهم، وخاصة إذا كان في موقع المسؤولية، أو حتى لو كان عاملاً عادياً، ماذا تفعلين؟ ولماذا؟
كنت أحسبك أختنا رقية تتناولين ما لا يجب (فعلاً) إشهاره؛ مثل:
1- فسخ وكالة زوجة لزوجها الذي ما زالت زوجاً له.
2- فسخ وكالة أخت لأخيها.
3- فسخ وكالة أب لابنه أو العكس أو أخ لأخيه.
لأن في هذه الحالات يكون الفسخ فسخين:
1- فسخ للوكالة.
2- فسخ لعلاقة الرحم.
أعتقد أن مثل هذا الفسخ ينتج عنه فسخ علاقة الرحم قبل فسخ الوكالة، وأنه قد يضر المشهِّر والمشهَّر به على حد سواء، ولعل مثل هذا الفسخ هو الذي يجب أن ينطبق على رأي الأخت رقية؛ حفاظاً على علاقة الرحم التي خاطبها الله تعالى بقوله في الحديث القدسي: (أنتِ الرحم، وأنا الرحمن، شققتُ اسمك من اسمي، مَن وصلكِ وصلتُه، ومَن قطعكِ قطعتُه).
أرجو أن أكون على صواب من فضل الله عليَّ، وإن كنتُ على خطأ فحسبي أني أجتهد، وشكراً أختنا رقية.
حمدين الشحات محمد/ بريدة |