وسط العاصمة شاهد على ذلك
نعم (المرور) بحاجة إلى (انتفاضة)!!

سعادة رئيس التحرير سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود أن أشير إلى ما كتبه الدكتور فهد بن محمد الخضيري -سلمه الله- في جريدة (الجزيرة) العدد 11630 الصادر يوم الأحد 15-6-1425هـ تحت عنوان (المرور بحاجة إلى انتفاضة)، وأشكره على إثارة هذا الموضوع. وعلى ذلك أود إضافة بعض الملاحظات المهمة التي أؤيد من خلالها ما كتبه الدكتور، وهي أن الملاحظ لدى كثير من المواطنين والمقيمين في الرياض بشكل خاص هو إهمال المرور لبعضٍ من مناطق الرياض وانعدام تواجده فيها، خاصة منطقة وسط الرياض والشريان الحي للعاصمة الحبيبة، فتجد مخالفات الوقوف الممنوع تنتشر بشكل يعجز التعبير عنه، بل أصبح الوقوف على الرصيف وإغلاق الشوارع في كثير من الأماكن شيئاً مألوفاً للغاية، وعندما يتصل أحد على عمليات المرور فلك أن تتخيل أن الرقم 993 لا أحد يجيب عليه إلا بعد تكرار الاتصال مرتين أو ثلاث مرات، وإن أجابك الموظف فهو يحاول اختصار البلاغ، ويحس المتصل أن ذلك الموظف لا يرغب في خدمة المبلغ، وتستشف من خلال استلامه للبلاغ أنه لا حياة لمن تنادي، ولا يوجد اهتمام في متابعة البلاغات المقدمة عن مخالفات السير، ناهيك عن بلاغات الحوادث التي أشار إليها الدكتور فهد. وفعلاً فإننا ننصح مَن يتعرض لحادث مروري أن يوسِّع صدره أكثر مما يتصور؛ لأن ذلك الحادث سوف يكلفه انتظاراً من ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى حضور دورية المرور قبل أي تكاليف أخرى، فهذا فيه ضياع للوقت وتعطيل لحركة السير، وأيضاً ما بعد ذلك من إجراءات في أقسام المرور وخاصة الحوادث، ولك أن تشاهد ما يعانيه المراجع في أقسام الحوادث في الناصرية أو شرق الرياض أو قسم غرب الرياض أو قسم حوادث الشمال، خاصة ذلك القسم الجديد في الشمال الذي عدد مكاتبه أكثر من عدد أفراده. المراجع لهذه الأقسام يعاني من هدر للوقت وطول انتظار من أجل أن يحصل على تقرير مرور لشركة التأمين، أو الحصول على ورقة إصلاح، أو إنهاء إجراءات حادث مروري؛ فالكوادر البشرية قليلة جداً، والخبرة أقل من ذلك بكثير جداً في بعض الأحيان، خاصة من قِبَل الأفراد الجدد الذين لا علم لهم بأسلوب التعامل مع الجمهور؛ لأنه أصعب وظيفة هي التي يكون فيها احتكاك بالجمهور وخدمة للمراجعين، فتجد بعضهم يرفع صوته على المراجعين، وبعضهم يتأفف من كثرة المراجعين، ومنهم -وهم قليل- مَن يخدمك ببشاشة وحسن خلق.
إن أقسام الحوادث يلزمها أن يكون موظفوها من المؤهلين علمياً وخلقياً للتعامل مع هذا الكم الهائل من الحوادث اليومية، ويجب أن يكونوا مختارين بدقة متناهية؛ نظراً لارتباط الحوادث بأرواح الناس وممتلكاتهم مادياً ومعنوياً. أما وضعها الحالي فهو لا يشفع لها أن ترتقي لمصاف أقسام تليق بعاصمة المملكة العربية السعودية إطلاقاً، وكم نتمنى أن تنقل عدسات الصحافة صوراً وتقارير عن أقسام المرور، خاصة التي لها علاقة بالحوادث، وتنقل معاناة المراجعين لهذه الأقسام. كذلك حبذا لو تم التنقل في منطقة وسط الرياض: البطحاء والشوارع المتفرعة منها: الخزان والبطحاء العام والفرزدق وعمر المختار (الريل) والغرابي وأبي أيوب الأنصاري وطارق بن زياد وشارع الرس وشارع الإمام عبدالرحمن بن فيصل، كذلك ما يحدث في شارع الغرابي من تجاوزات كبيرة ومخالفات عظيمة؛ منها التظليل وتغيير ملامح المركبة وتركيب آلات تنبيه مزعجة (أبواق) بأصوات مخيفة، والازدحام والتكدس الذي يحصل بشكل يومي، والمرور كأنه غير موجود إطلاقاً، وفي بعض الأحيان تمر دورية المرور ولا تحرك ساكناً، بل يكون قائدها مشغولاً بجواله أو بأشياء خاصة به دون اهتمام بما يكون أمامه من مخالفات.
إننا نبث هذه الملاحظات وكلنا أمل أن تجد آذاناً صاغية من لدن رجال حريصين على مصلحة الوطن والمواطن، ويسعون للرقي بنا إلى مصاف أرقى الدول. وحقاً ما كتبه الدكتور فهد الخضيري من أن المرور، وخاصة مرور الرياض، بحاجة إلى انتفاضة، ولكن انتفاضة صادقة ومخلصة. ونكرر لا بد أن تكون صادقة ومخلصة.
وفقنا الله وإياكم.