المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد المالك سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فها هي ريمة تعود لعادتها القديمة وها هي (عين ضارج) تعود من جديد إلى الساحة وها هما المتحاوران عادا ليتجادلا فيما بينهما بعد أن خلدا للراحة فترة قصيرة لتجميع قواهما عاد المهندس والباحث للعراك وتقاذف الكلمات الخارجة عن الذوق بعد أن قرأت تعقيب كل منهما على الآخر وبعد أن انتهيت من القراءة والتي أخذت مني الوقت الكثير أحببت أن أعقب على هذا الموضوع ولو النزر اليسير فاستدنيت الورقة وانتزعت القلم من جيبي لأسطر ملاحظاتي حول ذلك فلقد كانت لغة الحوار بينهما لا تتناسب مع مكانتهما العلمية إطلاقا فقد حوت ردودهما عبارات قاسية وجلفة وشديدة ولا تدخل في الكلام الحسن اللطيف الموزون الذي أمرنا الله به قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وقال تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} بل إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نخاطب أهل الكتاب باللين والحسنى حيث قال: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ..} وقال حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن أبغض الرجال عند الله الألد الخصم) سؤال أود طرحه على المتمادين هل درستما فن الإقناع في الحوار؟ ولماذا كل منكما يسفه رأي الآخر؟ كان الأجدر أن يعطي كل منكما الآخر فرصة للاعتراف بالخطأ ويجب أن تنطلقوا من نقطة اتفاق لأنه إن لم يكن هناك نقطة اتفاق فحواركما يدور في حلقة مفرغة لأن كلا منكما سوف يصر على رأيه فالاعتراف بالخطأ والرجوع عنه صعب على النفوس.
لقد أسفت كما أسف غيري لهذه اللغة الجافة بينكما لأنكما من خلال صفحات العزيزة تخاطبان مجتمعا متحضرا ذا عقل مستنير ومثقف ولست أنا الذي أعطيكما درسا في كيفية انتقاء الكلمات فما أنا إلا نقطة من بحر علمكما الجم وأنتما أشهر من نار على علم ولكن لا يمنع أن يخطئ التلميذ معلمه مع ما يكنه له من الاحترام والتقدير فلقد أسرفتما في استخدام العبارات القاسية في حق بعضكما وجعلتما من القارئ ضحية لا يدري من يصدق منكما فهو بين نارين وأنا من بين هؤلاء القراء الذين لا يعرفون حتى الآن الموقع الحقيقي لعين ضارج التي أصبحت مثارا للجدل ونشبت معركة بسببها لا ندري متى تضع أوزارها وهل بقي لها جولات فهي لم تحسم حتى الآن.
قد اشتفى كل منكما بالآخر ونعته بعبارات نربأ أن تكون في أحد منكما. على أمل أن يجلس كل منهما جلسة حساب مع النفس ليراجع عباراته فالرجوع إلى الحق فضيلة.. كأني أرى في ردودكما الرغبة في التجريح والانتقام أين أنتما من قول الإمام الشافعي رحمه الله: (ما جادلت أحدا إلا أحببت أن يجعل الله الحق على قلبه ولسانه) إذا كان كل منكما يرى أن صاحبه لا يعرف أصول الحوار فلماذا تتجادلان فيما لا فائدة منه وردودكما تملأ صفحات العزيزة بلا معنى أو هدف وإذا استمر الحوار بهذا النهج فعلى صفحة العزيزة السلام فهي ميدان المعركة التي سوف تحرمنا من العديد من مقالات القراء الهادفة لكني أجد اقتراحاً لعل فيه الصواب إن شاء الله .. لماذا لا يجتمع المتحاوران في مناظرة علمية فالذي أعرفه جيدا أن المسافة بين سكنيهما قريبة جدا لا تتعدى 40 كم على أن يكون ذلك بوجود بعض الباحثين الجغرافيين وعلماء الآثار وليدلي كل بدلوه ويعرض ما لديه من إثباتات ثم يصدر الحكم وتوضع النقاط على الحروف قبل أن يخرج لنا ثالث ويقول إن عين ضارج في العراق هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.
عبدالله صالح اللميلم
محافظة عيون الجواء - ص.ب: 33 |