الفراغ الذي خلفه رحيل سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله يستحيل ملأه ومن الصعب ان نتخيل وسطنا الرياضي بدون (أبو خالد) الرمز الكبير والمحارب القوي صعب المراس فكيف سيكون شكل مباريات النصر وأبو خالد غائب عنها؟! بل كيف ستكون شكل المنافسات الرياضية عموماً بعد رحيل أحلى وألذ ما كان موجودا في منافساتنا الرياضية إنه الشمس (والشمس لا غابت قفاها عتام).
وأشهد انني أول ما بدأت الكتابة الرياضية حذرني الكثير من الأقارب والأصدقاء من التطرق للنصر ولرمزه الكبير أبو خالد وإلا سيأتيني ما لا يسرني! إلا أنني لم أكن مقتنعاً أنني سأتعرض لأي اذى من وراء هذا الهرم الكبير فكنت أحدث نفسي هل يعقل أن مردد أشهر مقولة متداولة في الوسط الرياضي والإعلامي (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) يكون تصرفه وردة فعله تجاه من ينتقده بهذا الشكل غير الحضاري الذي صور لي، فمضيت وانتقدت نقداً لاذعاً وقاسياً وعنيفاً في أمور كثيرة أُختلف به مع توجه الإدارة النصراوية التي كان يرأسها الراحل (رحمه الله) دون مداهنة وتملق أو خوف من أن أصاب بما لا يسر وأسهمت في ذلك كثيراً مع احتفاظي الكبير باحترام وتقدير شخص ومقام سمو الأمير الراحل صاحب القلب والعقل الكبير والحجة المفحمة والمفردة اللاذعة، وشاءت الصدف أن جمعتني بسمو الأمير مرتين في مناسبتين رياضيتين مختلفتين فتقدمت بقليل من الحذر لسموه فصافحته معرفاً باسمي وباسم جريدتي فبادر بمصافحتي مرحباً وداعبني بكلمة طريفة من (قفشاته) التي اشتهر بها ولا أنساها ما حييت ومن ثم مضى... ومرة أخرى أيضاً قابلته وكان بين المقابلة الثانية والأولى فترة زمنية تخللها الكثير من النقد اللاذع في مقالاتي فصافحته وكان اللقاء وردة فعله تجاهي كما في المرة الأولى فها هو ذهب عن دنيانا ولم يصبني منه ما لا يسرني كما حذرت (رحمك الله) أبو خالد رحمة واسعة والله يحللنا منك والله يحللك منا ويسكنك فسيح جناته انه سميع مجيب.
الخاتمة
هكذا هو أبو خالد في حياته وفي مماته يظل نجماً متوهجاً ليس له شبيه، رحم الله ذلك الوجه البشوش وأسكنه فسيح جناته.
|