{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، لقد فجعنا بوفاة أمير التواضع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- لكن إيماننا بقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} هو ما يجعلنا نصبر ونحتسب الأجر من الله تعالى، فقد كان سمو الأمير متواضعا محبوبا لا يحب التكلف، صريحاً في أقواله، له آراؤه الخاصة والتي كثيراً ما يؤخذ بها لمطابقتها الواقع، وعرفتُ ذلك قبل عشر سنوات حينما كنت طالباً في المرحلة الثانوية، حيث طلب مني أحد اصدقائي أن أذهب معه إلى مطار القصيم لمقابلة فريق النصر، وكان صديقي قد أخبرني بأن فريق النصر جاء لمقابلة فريق النجمة في مدينة عنيزة، ذهبت معه فوصلنا إلى المطار ولم نجد الفريق فانتظرنا قليلا حتى جاءوا على الحافلة، ونزل سموه أولهم فتقدمت للسلام على سموه فوضعت يدي بيده ورفعت رأسي لأقبل أنفه فالتفت إلى اليمين بسرعة وجعلني أقبل خده الأيسر ووضع يده اليسرى بين كتفي وضمني بقوة وهو يلقي بعبارات الترحيب بصوت عال، فلم أصدق وقتها.. وفي نفس الوقت جاء اثنان من الجمهور للتصوير معه فوقف مع أحدهما وبقي الآخر من أجل القيام بالتصوير، فقال الأمير للمصور: اصبر حتى تولع لمبة الكاميرا، وأنا أنظر إليه وأكاد لا أصدق ما يحدث.. علماً بأنني لست من المشجعين ولا أشجع سوى منتخبنا الوطني، لكنني بعد هذا الموقف أحببت هذا الرجل وبدأت أتحدث عما حصل في بعض المجالس، حتى فوجئت برجل قال لي: نعم إن هذا ليس غريباً على الأمير عبدالرحمن، فأنا أعرف أناساً يذهب الأمير عبدالرحمن معهم ويشفع لهم بدخول الجامعات وهو لايعرفهم.
نعم، إنه ليس غريباً على رجل أحب دينه فجلب الدعاة والعلماء لناديه من أجل وعظ الشباب وتعليمهم أمور دينهم وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
وأحب وطنه فقدم له الكثير من خلال إنجازاته الرياضية وغيرها..
وختاماً.. أسأل الله لنا وله المغفرة، وان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وان يجمعنا به وبالمسلمين في جنات النعيم.. آمين.
علي صالح الحماد
ابتدائية الإمام مسلم ببريدة
|