فجعنا بما قدر الله علينا بوفاة باني النصر ورمزه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله ذلك الرمز المتميز في الرياضة السعودية وعَلَمٌ من أعلامها الذي كان نجماً قد أفل من سماء الرياضة بعد أن أفنى حياته بها، فقد ضحى رحمه الله بوقته وجهده وصحته وماله من أجلها وكان السد المنيع بعد الله لنادي النصر من كل شيء، فكان يُحسب له إعلامياً ورياضياً وإدارياً ألف حساب وهذا ما عرفنا عنه حيث كان الإعلاميون الرياضيون يتسابقون إليه على مختلف ميولهم ليكسبوا تعليقه الذي يعتبر سبقاً صحفياً في صفحات الرياضة ولم يبخل عليهم بشيء، فكان يتحدث لهم بكل شفافية عن كل ما يدور بخاطره رياضياً ويبدي وجهات نظره بصراحته المعهودة عنه دون مجاملات لم يكن رحمه الله ذلك المتقيد أو المتعجرف، ومما يعرف عن سموه رحمه الله أنه كان الأب الروحي لنادي النصر ويعتبره بيته الثاني فيتعامل مع اللاعبين معاملة الأب لأبنائه من تلمس احتياجاتهم والوقوف معهم بظروفهم، والشيء بالشيء يذكر، فإنني أذكر موقفه مع اللاعب يوسف الثنيان حينما كان يمثل منتخبنا الوطني في إحدى مشاركاته رغم ان اللاعب يوسف الثنيان كان من منسوبي النادي المنافس (الهلال) وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على انه رياضي غير متعصب، وهذا قلّما نراه في بعض إدارات أنديتنا حالياً وهذا الموقف يعتبر موقفاً إنسانياً منه نجم، فوالله إنها لفاجعة كبيرة للوسط الرياضي السعودي والعربي والدولي بفقدان أحد ركائز رياضة بلادنا والذي كانت له مساهمات جليلة في هذا المجال من آراء وطروحات وأفكار ومطالبات وكان آخرها هو مطالبته رحمه الله بجلب حكام أجانب وكل ذلك من شأن مصلحة الرياضة السعودية.
رحمك الله يا أبا خالد رحمة واسعة وغفر الله لك وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} .
خالد عبدالله الهديان / الرياض |