وماذا عساي أن أكتب أو أن أقول
عندما أفتح نافذتي نحو الشرق.. تأتي أشعة الشمس الصفراء هي نفس اتجاه منزل - الفقيد- تحمل أشعة صفراء فيها خيوط (النجاح والتواضع والجرأة والاختلاف والخبرة والابتسامة).
هذه الخيوط غرسها - أبوخالد- في الإذاعات -في التلفاز- في الصحف المحلية وأكثر في مجالس بيوتنا.
عشاقه الدائمون هم -الشباب- الفئة العمرية الجميلة.. هم يعشقون جداً الحديث دائماً عنه...
في كل مجلس من المجالس السعودية.. يتحدثون ماذا قال.. بماذا صرح.. ماهو رأيه؟
أعتقد (نصف المجتمع) يتابعه ليس لأنه نصراوي أو أنه أمير فقط.. ولكن لأنه له رأي جميل ومثير وأيضاً رأي أنيق.
(تخيلوا) كل الشباب لهم دراية كاملة ودقيقة بتاريخه الطويل جدا...
اختلف معه الكثير.. حاولوا اقناعه بأن رأيه قد يكون غير دقيق.
(عجزوا) أغلب الإعلاميين والصحفيين ليس من باب - العناد- منه ... ولكن لأنه ينطق الذكاء والحجة والخبرة وسرعة البديهة معاً في (لحظة) وجملة واحدة.. ولهذا يلتزم بآرائه..
صدقوني بعد رحيل -أبيخالد- ستكون الأحاديث مملة جداً.
(عمّن) سيتحدثون.. ستغلق المجالس الرياضية.. كثير من زوايا الكتّاب الرياضيين ستفقد بريقها أو جزءا من محتوياتها.. على ماذا ستعلق غداً.. وبعد غد؟
ألم أقل إنه (نصف المجتمع) لأنه ببساطة أقنع الكتّاب الكبار ان (الرأي لا يفسد للود قضية) حاول جاهدا ان يزرع أوراق الربيع في عقول بعض الكتّاب غير المحايدين معه.
حاول جاهداً.. ان يبذر حب النصر في عقول الشباب السعودي كلهم.. لأنه أنتج لاعبا برتبة لواء أقعد فريقاً، اسمه (ماجد).
هو يعشق الاختلاف لكن لا يعشق الانهزام أو الفزعة في الرأي.
تابعت كل آرائه.. تقريباً لأنه معلنها واضحة مثل القمر في اكتماله وهو جميل مثل البياض مثل الوطن.
40 سنة خدم فيها الرياضة.. عمّق روح المواطنة الرياضية في عقول الشباب،
عمّق عشق النصر في قلوب محبيه.
كنت أتمنى ان يكرّم قبل وفاته.. لكن المحبوب والمشهور.. والقوي دائماً هو أكرم من التكريم.
من خلال أحاديثه، أحدث نقلة رقمية وتاريخية في أحداث الرياضة السعودية.. إنه تاريخ مملوء بالتضحية، أوجد هذا التاريخ مكتسبات رياضية تضاف إلى رصيد الرياضة السعودية عاجلاً أم آجلاً.. هي تصلح للجيل القادم من الشباب الرياضي قد نرى (أباخالد) آخر.. يا ليت..
مات (نصف المجتمع)، ماذا سنتابع غداً رسالة إلى كل اعلامي رياضي صادق... من سنتابع ولمن سنقرأ بعد رحيل رمز النصر ورئيسه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز؟
رحم الله الفقيد وغفر له وأسكنه فسيح جناته بإذن الله.
فاصلة: لافرق بين الرمز والحب.. كلاهما موطن المتعة.
فهد ابراهيم الحماد
حائل ص.ب2331 |