في مثل هذا اليوم من عام 1583 قام السّير همفري جلبرت، الملاح والجندي الإنجليزي، بضمّ مستعمرة نيوفوندلند للتاج البريطاني. وقد ولد السير همفري جلبرت، الأخ غير الشّقيق للسّير والتر ريلاي، بالقرب من دارتموث حوالي عام 1539؛ وتخرج في كليّة إيتون وجامعة أكسفورد. وقد كانت عائلته يحدوها الأمل في أن يصبح محامياً، لكنّه التحق بالجيش الإنجليزي بدلا من ذلك.
وقد خدم في فرنسا أثناء الحروب الدينية الفرنسية وفي عام 1566 كلّف بقيادة الجيش الإنجليزي في إيرلندا. وقد تم تعيينه حاكماً لمونستر، بأيرلندا، في عام 1569 وفي العام التالي حصل على لقب فارس. وفي عام 1571 أصبح عضواً في البرلمان وأرسل في عام 1572 إلى هولندا بقوة إنجليزية في محاولة فاشلة لمساعدة الثورة البروتستانتية الهولندية ضدّ إسبانيا.
وفي خلال الفترة من 1572 إلى 1578 اعتزل الحياة العامة وتفرغ بشكل رئيس للكتابة. وفي عام 1566، وفي العام التالي، التمس من الملكة إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا أن تسمح له باكتشاف طريق شمالية شرقية أو شمالية غربية إلى المشرق. وعلى ذلك، أثناء فترة نشاط الأدبي تمثل إنتاجه الأكثر أهمية في كتابه (اكتشاف طريق جديد إلى كاتيا) عام 1576
وفي عام 1578 أثمرت جهوده من خلال مرسوم ملكي يمنح الامتيازات لاستكشاف أمريكا الشمالية واستعمارها. وقد قام جلبرت وريلاي بتجهيز بعثة في العام نفسه، لكن سفنهما ردت على أعقابها من خلال تصدي الأسبان بجانب ساحل أفريقيا، وأجبروا على العودة من حيث أتوا. وقد أبحرت بعثة ثانية من بليموث في عام 1583، وبعد رحلة بحرية طويلة استغرقت خمسين يوماً، وصل إلى نيوفندلند، حيث أسّس جلبرت المستعمرة الإنجليزية الأولى في أمريكا قرب المدينة الحالية للقدّيس جون. ومع ذلك تمرد المستعمرون وعادت البعثة إلى إنجلترا. وفي رحلة العودة، أبحر جلبرت على متن فرقاطة صغيرة طولها تسعة أمتار اسمها السنجاب، بدلا من سفينته البالغ طولها 36 متراً المسماة الوعل الذهبي. وفي عاصفة في منطقة الأزور ضاعت السفينة في سبتمبر عام 1583 .
|